القدس - برعاية وبمشاركة رؤساء الكنائس المسيحية في القدس أقيمت خدمة صلاة مسكونية بعنوان " الكنيسة العالمية تعمل من أجل السلام"
وذلك بدعوة من مجلس الكنائس العالمي ، وقد أقيمت هذه الصلاة في باسيليكا القديس أسطفانوس للرهبان الدومينيكان شارع نابلس في القدس. وقد تقدم الحضور عدد من البطاركة والمطارنة والكهنة من كل الطوائف المسيحية أضافة الى حشد من المصلين من المسيحين الفلسطينين المحليين وكذلك الأجانب. وقد أتت هذه الخدمة للتعبير " عن تضامن الكنيسة مع الشعب الفلسطيني خاصة في هذه الأيام التي فيها يستذكر هذا الشعب النكبة التي مر عليها ستون عاما. وكذلك الأحتلال الذي حل في الخامس من حزيران عام 67".
وقد مثل بطريركية الروم الأرثوذكس سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية. وقد تضمنت الخدمة عدة قراءات من العهد القديم والعهد الجديد. وكذلك صلوات وأناشيد قدمها عدد من المشاركين من رجال الدين والعلمانيين من مختلف الكنائس.
وقد أفتتحت الصلاة بكلمة ترحيبية بالحضور تلاها سيادة المطران عطاالله حنا ، الذي نقل بركة غبطة البطريرك شاكرا مجلس الكنائس العالمي على هذه المبادرة. ومؤكدا " بأن الأجتماع من اجل الصلاة هو تجسيد للأخوة والمحبة وكما يقول الكتاب المقدس عندما يجتمع أثنان أو ثلاثة بأسمي فأنا أكون معهم ". وقال سيادته: " أن صلاتنا اليوم هي بنوع خاص من أجل أرضنا المقدسة وشعبنا الفلسطيني المعذب ، وأننا نرفع الدعاء الى الله تعالى من أجل أن يعين هذا الشعب ويسكب عليه التعزية والقوة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها في ظل الحصار والتنكيل والقمع والتخويف والترهيب". وأضاف سيادته : " ان قضية الشعب الفلسطيني هي أعدل قضية أنسانية عرفها التاريخ الحديث، ولذلك فأن دعم ومؤازرة هذا الشعب واجب حضاري وانساني وأخلاقي ، فقد أراد مجلس الكنائس العالمي أن تكون هذه الصلاة من أجل السلام ونحن نقول فلتكن هذه الصلاة من أجل السلام فكلنا ننشد السلام ونصلي من أجل تحقيقه ولكن السلام الذي يريده الله هو سلام العدل ، السلام الذي يرفع الظلم عن المظلومين ويعيد للأنسان كرامته وحقوقه السليبة فلا يمكن للسلام أن يأتي دون العدل والسلام هو ثمرة من ثمار العدل. ولذلك لا بد للكنائس المسيحية في كل مكان ولا بد لمجلس الكنائس العالمي وغيرها من المؤسسات المسيحية العالمية أن ترفع صوتها عاليا مطالبة بالعدالة في فلسطين وهذا يعني أنهاء الأحتلال وكل مظاهره وأنصاف الشعب الفلسطيني وجعله يعيش بحرية وكرامة وأستقلال في أرض الأباء والأجداد. فلنصلي أيضا من أجل العدل لأن شعبنا محروم من هذا العدل فمنذ عام 48 وحتى الأن ومنذ 67 وحتى اليوم وشعبنا يُظلم وتُنتهك حريته وكرامته الأنسانية، فلنصلي من أجل شعب فلسطين فالعدل والسلام يعني أنصاف هذا الشعب وجعله يتمتع بالحياة التي هي هبة من الله تعالى. أننا نصلي من أجل أسرانا ومن أجل شهدائنا ومن أجل الجرحى والمصابين ومن أجل المعذبين والمطرودين والمهجرين. أننا نصلي من أجل الثكالى والحزانى فلنذكر شعبنا في صلواتنا لأن الله اله عدل وهو النصير الحقيقي لكل أنسان مضطهد في هذه الدنيا ".
وقد قرأ القس نعيم عتيق الأنجيل المقدس ومن ثم كانت كلمة البطريرك ميشيل صباح الذي دعى " لترسيخ ثقافة العدل والسلام ونبذ العنف ". وقد أختتمت الصلاة بأدعية مشتركة شارك فيها جميع الحاضرين من كل الكنائس.