أكد د. زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، رئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة على أن التغلب على الآثار المدمرة للنكبة ولسنوات الاحتلال الإسرائيلي الطويلة يكمن في اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها التاريخية عن المأساة الفلسطينية ، والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ، وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس.
وشدد الاغا في كلمته التي ألقاها في الاحتفال التي نظمته الاونروا مساء أمس في الذكرى الستين للنكبة تحت رعاية كارين أبو زيد مفوض عام الأونروا في قاعة مركز النور لتأهيل المكفوفين بمدينة غزة، على أن عدم اعتراف إسرائيل بذلك لا يمكن للسلام والأمن أن يستتبا في المنطقة .
وطالب د. الأغا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يقوم بدوره لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني وإنهاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين عبر إلزام الحكومة الإسرائيلية بتطبيق القرار 194 وقراراي مجلس الأمن 242 و 338 .
وأوضح د. الأغا أن اللاجئين وبعد ستين عاماً من النكبة لا يزالون يعيشون معاناة يومية في مختلف مخيمات اللجوء والمنافي ولا يزال الحل العادل للقضية الفلسطينية مفقوداً ويتعمق اكبر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وإصرار إسرائيل على التنصل من مسؤولياتها التاريخية إزاء المأساة الفلسطينية وتنكرها الواضح للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني .
وأشار د. الأغا إلى أن الشعب الفلسطيني الذي عايش النكبة ولا يزال يتجرع تداعياتها المرة منذ 60 عاماً لا يمكن أن يقبل بأقل من حل عادل للقضية الفلسطينية بعد أن قدم أقصى ما يمكن من التنازلات المؤلمة في سبيل التوصل إلى حل يوقف دوامة سفك الدماء ويفتح الباب أمام مستقبل أفضل للأجيال المقبلة .
وأضاف د. الأغا أنه يتوجب على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك حجم النتائج الوخيمة إذا ما استمرت في خطة الفصل أحادية الجانب في الضفة الغربية عبر استمرارها في بناء الجدار الفاصل وتجاهلها للمطالب العادلة لشعبنا وتوهمت بان الرغبة الفلسطينية في تحقيق السلام يمكن أن تعني القبول بشروطها المهينة التي تحاول فرضها تحت وطأة العدوان المتمثل في تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة والسعي إلى التهام أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية وتكريس الاستيطان وتجاهل حق العودة وخلق وقائع جديدة على الأرض .
وأشاد د. الأغا بالدور الكبير الذي قامت به الأونروا على مدار 60 عاماً تجاه اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً على أن الأونروا قامت بدورها خير قيام منفذةً للبرامج التي أنيطت بها لمساعدة ورعاية اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها في كل من سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة طبقاً لما ورد في القرار 302 .
وثمن د. الأغا وقوف الأونروا إلى جانب شعبنا لرفع الظلم التاريخي الذي لحق به جراء طرده من دياره وأرضه في العام 48 ودعمها لحقه العادل في العودة إلى دياره طبقاً لما ورد بالقرار 194 ، وموقفها الداعم لقضية اللاجئين وحركتها الدؤوبه في البحث عن الطرق والوسائل للتخفيف من معاناة اللاجئين وما يتعرضون له من إفقار وقهر وإذلال يومي وطريقة تعاملها مع الحالة الطارئة التي يعيشها شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر نداءاتها المتكررة للمجتمع الدولي للاستجابة لهذه الحالة ولتلبية احتياجات الوكالة واحتياجات اللاجئين، مشيراً إلى ان هذا الدور يعكس تفهم الأونروا العميق للوضع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني عموماً ولاجئيه بشكل خاص.
وأكد د. الأغا حرص منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين والقيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس على استمرار عمل الأونروا في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الذين تتصاعد أعدادهم باطراد وحيث يعيش الكثير منهم في مخيمات اللجوء المنتشرة داخل الوطن وخارجه .
وطالب د. الأغا المجتمع الدولي بالوقوف إمام التزاماته تجاه اللاجئين الفلسطينيين والإيفاء بالتزاماته لدعم موازنة الأونروا وبرنامج الطوارئ وزيادة المساعدات المقدمة للاجئين وتحسينها دون ربط ذلك باشتراطات سياسية معينة لتتناسب مع الزيادة الطبيعية في أعدادهم ولتنسجم مع طبيعة الحياة التي يعيشونها ، لما لذلك من أهمية في تحقيق الاستقرار في المنطقة ووصولاً للحل المنشود لقضية اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم طبقاً لما أقرته الشرعية الدولية وخاصة القرار 194 .