| ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:17 pm | |
| وفي الليلة الثالثة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن خادم هذا الخاتم لما أخبر معروفاً بأحواله قال معروف: ما اسمك قال: اسمي أبو السعادات فقال له: يا أبا السعادات ما هذا المكان ومن أرصد في هذه العلبة قال له: يا سيدي هذا المكان كنزٌ يقال له كنز شداد بن عاد الذي عمر أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وأنا كنت خادمه في حياته وهذا خاتمه وقد وضعه في كنزه ولكنه نصيبك فقال له معروف: هل تقدر أن تخرج ما في هذا الكنز على وجه الأرض قال: نعم أسهل ما يكون قال: أخرج جميع ما فيه ولا تبق منه شيئاً فأشار بيده إلى الأرض فانشقت ثم نزل وغاب مدةً لطيفةً وإذا بغلمانٍ صغارٍ زرافٍ بوجوهٍ حسانٍ قد خرجوا وهم حاملون مشناتٍ من الذهب وتلك المشنات ممتلئةً ذهباً وفرغوها ثم راحوا وجاؤوا بغيرها وما زالوا ينقلون من الذهب والجواهر فلم تمض ساعةً حتى قالوا: ما بقي في الكنز شيءٌ ثم طلع له أبو السعادات وقال له: يا سيدي قد رأيت أن جميع ما في الكنز قد نقلناه فقال له: ما هذه الأولاد الحسان قال: هؤلاء أولادي لأن هذه الشغلة لا تستحق أن أجمع لها الأعوان وأولادي قضوا حاجتك وتشرفوا بخدمتك فاطلب ما تريد غير هذا قال له: هل تقدر أن تجيء لي ببغالٍ وصناديقٍ وتحط هذه الأموال في الصناديق وتحمل الصناديق على البغال قال: هذا أسهل ما يكون. ثم أنه زعق زعقةً عظيمةً فحضر أولاده بين يديه وكانوا ثمانمائة فقال لهم: لينقلب بعضكم في صورة البغال وبعضكم في صورة المماليك الحسان الذين أقل من فيهم لا يوجد مثله عند ملك الملوك وبعضكم في صورة المكارية وبعضكم في صورة الخدامين ففعلوا كما أمرهم ثم صاح على الأعوان فحضروا بين يديه فأمرهم أن ينقلب بعضهم في صورة الخيل المسرجة بسروج الذهب المرصع بالجواهر. فلما رأى معروف ذلك قال: أين الصناديق فأحضروها بين يديه قال: عبوا الذهب والمعادن كل صنفٍ وحده فعبوها وحملوها على ثلثمائة بغلٍ فقال معروف: يا أبا السعادات هل تقدر أن تجيء لي بأحمالٍ من نفيس القماش قال: أتريد قماشاً مصرياً أو شامياً أو عجمياً أو هندياً قال: هات لي من قماش كل بلدةٍ مائة حملٍ على مائة بغلٍ قال: يا سيدي أعطني مهلةً حتى أرتب أعواني بذلك أو آمر كل طائفةٍ أن تروح إلى بلدٍ لتجيء بمائة حملٍ من قماشها وينقلب الأعوان في صورة البغال ويأتون حاملين البضائع قال: ما قدر زمن المهلة قال: مدة سواد الليل فلا يطلع النهار إلا وعندك جميع ما تريد قال: أمهلك هذه المدة ثم أمرهم أن ينصبوا له خيمةً فنصبوها وجلس وجاؤوا له بسماطٍ وقال له أبو السعادات: يا سيدي اجلس في الخيمة وهؤلاء أولادي بين يديك يحرسونك ولا تخشى من شيء وأنا ذاهب أجمع أعواني وأرسلهم ليقضوا حاجتك. ثم ذهب أبو السعادت إلى حال سبيله وجلس معروف في الخيمة والسماط قدامه وأولاد أبي السعادات بين يديه في صورة المماليك والخدم والحشم فبينما هو جالسٌ على تلك الحالة وإذا بالرجل الفلاح قد أقبل وهو حاملٌ قصعة عدسٍ كبيرةٍ ومخلاةٍ ممتلئةٍ شعيراً فرأى الخيمة منصوبة والمماليك واقفةٌ وأيديهم على صدورهم فظن أنه السلطان أتى ونزل في ذلك المكان فوقف باهتا وقال في نفسه: يا ليتني كنت ذبحت فرختين وحمرتهما بالسمن البقري من شأن السلطان. وأراد أن يرجع ليذبح فرختين يضيف بهما السلطان فرآه معروف فزعق عليه وقال للمماليك: أحضروه فحملوه هو وقصعة العدس وأثوابهما قدامه فقال له: ما هذا قال: هذا غذاؤك وعليق حصانك فلا تؤاخذني فأني ما كنت أظن أن السلطان يأتي إلى هذا المكان ولو علمت بذلك كنت ذبحت له فرختين وضيفته ضيافةً مليحةً فقال له معروف: أن السلطان لم يجيء وإنما أنا نسيبه وكنت مغبوناً منه وقد أرسل إلى مماليكه فصالحوني وأنا الآن أريد أن أرجع إلى المدينة وأنت قد عملت لي هذه الضيافة على غير معرفةٍ وضيافتك مقبولة ولو كانت عدساً فأنا ما آكل إلا من ضيافتك. ثم أمره بوضع القصعة في وسط السماط وأكل منها حتى أكتفي وأما الفلاح فأنه ملآ بطنه من تلك الألوان الطيبة ثم أن معروفاً غسل يديه وأذن للمماليك في أكل فنزلوا على بقية السماط وأكلوا ولما فرغت القصعة ملآها ذهبا وقال له: أوصلها إلى منزلك وتعال عندي في المدينة وأنا أكرمك فتناول القصعة ملآنةً ذهباً وساق الثيران وذهب إلى بلده وهو يظن أنه نسيب الملك. وبات معروفاً تلك الليلة في أنسٍ وصفاءٍ وجاؤوا له ببناتٍ من عرائس الكنوز فدقوا آلات الطرب ورقصوا قدامه وقضى ليلته وكانت تعد من الأعمار. فلما أصبح الصباح لم يشعرا إلا والغبار قد علا وطار وانكشف عن بغالٍ حاملةٍ أحمالاً وهي سبعمائة بغلٍ حاملةً أقمشةً وحولها غلمانٌ مكاريةٌ وعكامةٌ وضويةٌ وأبو السعادات راكبٌ على بغلةٍ وهو في صورة مقدم الحملة وقدامه تختروان له أربع عساكر من الذهب الوهاج مرصعةً بالجواهر. فلما وصل إلى الخيمة نزل من فوق ظهر البغلة وقبل الأرض وقال: يا سيدي أن الحاجة قضيت بالتمام والكمال وهذا التختروان فيه بدلةً كنوزيةً لا مثيل لها من ملابس الملوك فألبسها وأركب في التختروان وأأمرنا بما تريد. فقال له أبو السعادات: مرادي أن أكتب لك كتاباً تروح به إلى مدينة خيتان أختن وتدخل على عمي الملك ولا تدخل عليه إلا في صورة ساعٍ أنيسٍ فقال له سمعاً وطاعةً. فكتب كتاباً وختمه فتناوله أبو السعادات وذهب به حتى وصل إلى الملك فرآه يقول: يا وزيري أن قلبي على نسيبي وأخاف أن يقتله العرب يا ليتني كنت أعرف أين ذهب حتى كنت أتبعه بالعسكر ويا ليته كان قد أعلمني بذلك قبل الذهاب. فقال له الوزير: الله تعالى يلطف بك على هذه الغفلة التي أنت فيها وحياة رأسك أن الرجل عرف أننا انتبهنا له فخاف من الفضيحة وهرب وما هو إلا كذابٌ نصابٌ وإذا بالساعي داخلٌ فقبل الأرض بين يدي الملك ودعا له بدوام العز والنعم والبقاء فقال له الملك: من أنت وما حاجتك فقال له: أنا ساعٍ أرسلني إليك نسيبك وهو مقبل بالحملة وقد أرسل معي كتاباً وها هو فأخذه وقرأه فرأى فيه: وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:18 pm | |
| وفي الليلة الرابعة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك أخذ الكتاب وقرأه وفهم رموزه ومعناه فرأى فيه: من بعد مزيد السلام على عمنا الملك العزيز فأني جئت بالحملة فأطلع وقابلني بالعسكر فقال الملك: سود الله وجهك يا وزير كم تقدح في عرض نسيبي وتجعله كذاباً نصاباً وقد أتى بالحملة فما أنت إلا خائنٌ. فأطرق الوزير رأسه على الأرض حياءً وخجلاً وقال: يا ملك الزمان أنا ما قلت هذا الكلام إلا لطول غياب الحملة وكنت خائفاً على ضياع المال الذي صرفه فقال له الملك: يا خائن أي شيءٍ أموالي حيثما أتت الحملة فأنه يعطيني عوضا عنها شيئاً كثيراً. ثم أمر الملك بزينة المدينة وذهب إلى ابنته وقال لها: لك البشارة أن زوجك عن قريبٍ يجيء بحملته وقد أرسل مكتوباً بذلك وها أنا طالعٌ لملاقاته. فتعجبت البنت من هذه الحالة وقالت في نفسها: إن هذا شيءٌ عجيبٌ هل كان يهزأ بي ويتمسخر علي أو كان يختبرني حين أفادني بأنه فقيرٌ ولكن الحمد لله حيث لم يقع في حقة تقصيراً. وأما ما كان من أمر التاجر المصري فأنه لما رأى الزينة سأل عن سبب ذلك فقالوا له: أن التاجر معروف نسيب الملك قد أتت حملته فقال: الله أكبر ما هذه الداهية أنه قد أتاني هارباً من زوجته وكان فقيراً فمن أين جاءت له حملة ولكن لعل بنت الملك دبرت له حيلةً خوفاً من الفضيحة والملوك لا يعجزون عن شيء فالله وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:18 pm | |
| وفي الليلة الخامسة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر علياً لما سأل عن الزينة أخبروه بحقيقة الحال فدعا له وقال: الله يستره ولا يفضحه وسائر التجار فرحوا وانسروا لأجل أخذ أموالهم ثم أن الملك أمر بجمع العسكر وطلع وكان أبو السعادات قد رجع إلى معروفٍ وأعلمه بأنه بلغ الرسالة فقال له معروف: حملوا فحملوا ولبس البدلة الكنوزية وركب التختروان وصار أعظم وأهيب من الملك بألف مرةٍ ومشى إلى نصف الطريق وإذا بالملك قابله بالعسكر فلما وصل إليه رآه لابساً تلك البدلة وراكباً في التختروان حياه بالسلام وجميع أكابر الدولة سلموا عليه وبأن معروفاً صادق ولا ثم أن التاجر علياً قال له: قد عملت هذه العملة وطلعت يا شيخ النصابين ولكن يستاهل فالله تعالى يزيدك من فضله فضحك معروف ولما دخل السرايا قعد على الكرسي وقال: ادخلوا حمال الذهب في خزانة عمي الملك وهاتوا أحمال الأقمشة فقدموها وصار يفتحونها حملاً بعد حملٍ ويخرجون ما فيها حتى فتحوا السبعمائة حمل فنقى أطيبها وقال: أدخلوه للملكة لتعرفه على جواريها وخذوا هذا الصندوق والجواهر وأدخلوه لها لتفرقه على الجواري والخدم وصار يعطي التجار الذين لهم عليه دينٌ من الأقمشة في نظير ديونهم والذي له ألف يعطيه قماشاً يساوي ألفين أو أكثر وبعد ذلك صار يفرق على الفقراء والمساكين والملك ينظر بعينيه ولا يقدر أن يعترض عليه ولم يزل يعطي ويهب حتى فرق السبعمائة حمل ثم التفت إلى العسكر وجعل يفرق عليهم معادن وزمردا ويواقيت ولؤلؤاً ومرجاناً وصار لا يعطي الجواهر إلا بالكبشة من غير عددٍ. فقال له الملك: يا ولدي يكفي هذا العطاء لأنه لم يبق من الحملة إلا القليل فقال له: عندي كثيرٌ وأشتهر صدقه وما بقي يقدر أن يكذبه وصار لا يبالي بالعطاء لأن الخادم يحضر له مهما طلب ثم أن الخازندار أتى للملك وقال له: يا ملك أن الخزينة امتلأت وصارت لا تسع بقية الأحمال وما بقي من الذهب والمعادن أين نضعه فأشار له إلى مكانٍ آخر: ولما رأت زوجته هذه الحالة ازداد فرحها وصارت متعجبةً وتقول في نفسها: يا هل ترى من أين جاء له كل هذا الخير وكذلك التجار فرحوا بما أعطاهم ودعوا له: وأما التاجر علي فأنه صار متعجباً ويقول في نفسه: يا ترى كيف نصب وكذب حتى ملك هذه الخزائن كلها فأنها لو كانت من عند بنت الملك ما كان يفرقها على الفقراء. هذا ما كان من أمره. وأما ما كان من أمر الملك فأنه تعجب غاية العجب مما رأى من معروف ومن كرمه وسخائه ببذل المال ثم بعد ذلك دخل على زوجته فقابلته وهي مبتسمةٌ ضاحكةٌ فرحانةٌ وقبلت يده وقالت: هل كنت تتمسخر علي أو كنت تجربني بقولك أنا فقيرٌ وهاربٌ من زوجتي والحمد لله حيث لم يقع مني في حقك تقصيرٌ وأنت يا حبيبي وما عندي أعز منك سواءٌ كنت غنياً أو فقيراً وأريد أن تخبرني ما قصدت بهذا الكلام قال: أردت تجريبك حتى أنظر هل محبتك خالصةٌ أو على شأن المال وطمع الدنيا فظهر لي أن محبتك خالصةٌ وحيث أنك صادقةٌ في المحبة فمرحباً بك وقد عرفت قيمتك ثم أنه اختلى في مكان وحده ودعك الخاتم فحضر له أبو السعادات وقال له: لبيك فأطلب ما تريد قال: أريد منك بدلةً كنوزية لزوجتي وحلياً كنوزياً مشتملاً على عقد فيه أربعون جوهرةً يتيمةً قال: سمعاً وطاعةً ثم أحضر له ما أمره به فحمل البدلة والحلي بعد أن صرف الخادم ثم دخل على زوجته ووضعهما بين يديها وقال لها: خذي وألبسي فمرحباً بك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:19 pm | |
| وفي الليلة السادسة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر معروف قال لزوجته: مرحباً بك فلما نظرت إلى ذلك طار عقلها من فرحتها ورأت من جملة الحلي خلخالين من الذهب مرصعين بالجواهر صنعة الكهنة وأساور وحلقاً وحزاماً لا يتقدم بثمنها أموال فلبست البدلة والحلي ثم قالت: يا سيدي مرادي أن أدخرها للمواسم والأعياد قال: ألبسيها دائماً فأن عندي غيرها كثيراً فلما لبستها ونظرانها الجواري فرحن وقبلن يديه فتركهن واختلى بنفسه ثم دعك الخاتم فحضر له الخادم فقال له: هات لي مائة بدلةٍ بمصاغها فقال سمعاً وطاعةً ثم أحضر البدلات وكل بدلةٍ مصاغها في قلبها وأخذها وزعق على الجواري فأتين إليه فأعطى ثم أن بعض الجواري أخبر الملك بذلك فدخل على ابنته فرآها هي وجواريها فتعجب من ذلك غاية العجب ثم خرج وأحضر وزيره وقال له: يا وزير أيه حصل كذا وكذا فما تقول في هذا الأمر قال: يا ملك الزمان إن هذه الحالة لا تقع من التجارة لأن التاجر تقعد عنده القطع الكتان سنين ولا يبيعها إلا بمكسب فمن أين للتجار قوم كرمٌ مثل هذا الكرم ومن أين لهم أن يحوزوا مثل هذه الأموال والجواهر التي لا يوجد منها عند الملوك إلا قليل فكيف يوجد عند التجار منها أجمل فهذا لا بد له من سبب ولكن إن طاوعتني أبين لك حقيقة الأمر فقال له: أطاوعك يا وزير فقال له: اجتمع عليه ووادده وتحدث معه وقل له: يا نسيبي في خاطري أن أروح أنا وأنت والوزير من غير زيادة بستاناً لأجل النزهة فإذا خرجنا إلى البستان نحط سفرة المدام وأغصب عليه واسقه ومتى شرب المدام ضاع عقله وغاب رشده فنسأله عن حقيقة أمره فأنه يخبرنا بأسراره والمدام فضاح. ومتى أخبرنا بحقيقة الأمر فأننا نطلع على حاله ونفعل به ما نحب ونختار منك فقال له الملك: صدقت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:20 pm | |
| وفي الليلة السابعة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير لما دبر للملك هذا التدبير قال له: صدقت وباتا متفقين على هذا الأمر. فلما أصبح الصباح خرج الملك إلى المقعد وجلس وإذا بالخدامين والسياس دخلوا عليه مكروبين فقال لهم: ما الذي أصابكم قالوا: يا ملك الزمان أن السياس غروا الخيل وعلقوا عليها وعلى البغال وفتشنا الإصطبلات فما رأينا خيلاً ولا بغالاً ودخلنا محل المماليك فلم نر فيه أحدٌ ولم نعرف كيف هربوا فتعجب الملك من ذلك لأنه ظن أن الأعوان كانوا خيلاً وبغالاً ومماليك ولم يعلم أنهم كانوا أعوان خادم الرصد فقال لهم: يا ملاعين ألف دابة وخمسمائة مملوك وغيرهم من الخدام كيف هربوا ولم تشعروا بهم فقالوا: ما عرفنا كيف جرى لنا حتى هربوا فقالوا: انصرفوا حتى يخرج سيدكم من الحريم وأخبروه بذلك. وقد خرجوا من قدام الملك وجلسوا متحيرين. فبينما هم جالسون على تلك الحالة وإذا بمعروف قد خرج من الحريم فرآهم مغتمين فقال لهم: ما الخبر فأخبروه بما حصل فقال: وما قيمتهم حتى تغتموا عليهم امضوا إلى حال سبيلكم وقعد يضحك ولم يغتظ ولم يغتم من هذا الأمر. فنظر الملك في وجه الوزير وقال له: أي شيءٍ هذا الرجل الذي ليس للمال عنده قيمة فلا بد يا نسيبي خاطري أروح أنا وأنت والوزير بستاناً لأجل النزهة فما تقول قال: لا بأس ثم أنهم ذهبوا وتوجهوا إلى بستان فيه من كل فاكهةٍ زوجان أنهاره دافقةٌ وأشجاره باسقةٌ وأطياره ناطقةٌ ودخلوا في قصرٍ يزيل عن القلوب الحزن وجلسوا يتحدثون والوزير يحكي غريب الحكايات ويأتي بالنكت المضحكات والألفاظ المطربات ومعروف مصغٍ إلى الحديث حتى طلع الغداء وحطوا سفرة الطعام وباطية المدام وبعد أن أكلوا وغسلوا أيديهم ملأ الوزير الكأس وأعطاه للملك فشربه وملأ الثاني وقال لمعروف: هاك كأس الشرب الذي تخضع لهيبته أعناق ذوي الألباب فقال معروف: ما لهذا يا وزير قال الوزير: هذه البكر الشمطاء والعانس العذراء ومهدية السرور إلى السرائر وما زال يرغبه في الشراب ويذكر له محاسنه ما استطاب وينشده ما ورد فيه من الأشعار ولطائف حتى مال إلى ارتشاف ثغر القدح ولم يبق غيرها مقترح. وما زال يملأ له وهو يشرب ويستلذ ويطرب حتى غاب عن صوابه ولم يميز خطأه من صوابه فلما علم أن السكر بلغ به الغاية وتجاوز النهاية قال له: يا تاجر معروف والله إني متعجبٌ من أين وصلت إليك هذه الجوهرة التي لا يوجد مثلها عند الملوك الأكاسرة إلا وعمرنا ما رأينا تاجراً حاز أموالاً كثيرة مثلك ولا أكرم منك فإن فعالك أفعال ملوك وليست أفعال تجار فبالله عليك فقال له معروف: أنا لم أكن تاجراً ولا من أولاد الملوك. وأخبره بحكايته من أولها إلى آخرها. فقال له: بالله عليك يا سيدي معروف أن تفرجني على هذا الخاتم حتى ننظر كيف صنعته فقلع الخاتم وهو في حال سكره وقال خذوا تفرجوا عليه. فأخذه الوزير وقلبه وقال: هل إذا دعكته يحضر الخادم قال: نعم ادعكه يحضر لك وتفرج عليه فدعكه وإذا بقائلٍ يقول: لبيك يا سيدي اطلب تعط هل تخرب مدينة أو تعمر مدينة أو تقتل ملكاً فمهما طلبته فأني أفعله لك من غير خلاف. فأشار الوزير إلى معروف وقال للخادم احمل هذا الخادم ثم أرمه في أوحش الأراضي الخراب حتى لا يجد فيها ما يأكل ولا ماء يشرب فيهلك من الجوع كمداً ولا يدر به أحداً. فخطفه الخادم وطار به بين السماء والأرض. فلما رأى معروف ذلك أيقن بالهلاك وسوء الإرتباك فبكى وقال: يا أبا السعادات إلى أين أنت رائح بي فقال له: أنا رائح أرميك في الربع الخراب يا قليل الأدب من يملك رصداً مثل هذا ويعطيه للناس يتفرجون عليه لكن تستاهل ما حل بك ولولا أني أخاف الله لرميتك من مسافة ألف قامة فلا تصل إلى الأرض حتى تمزقك الرياح. فسكت وصار لا يخاطبه حتى وصل به إلى الربع الخراب ورماه هناك ورجع وخلاه في الأرض الموحشة. هذا ما كان من أمره. وأما ما كان من أمر الوزير فأنه لما ملك الخاتم قال للملك: كيف رأيت أما قلت لك إن هذا كذابٌ نصابٌ ما كنت تصدقني فقال له: الحق معك يا وزير الله يعطيك العافية هات الخاتم حتى أتفرج عليه. فالتفت الوزير بالغضب وبصق في وجهه وقال له: يا قليل العقل كيف أعطيه لك وأبقى خدامك بعد أن صرت سيدك ولكن أنا ما بقيت أبقيك ثم دعك الخاتم فحضر الخادم فقال له: احمل هذا القليل الأدب وارمه في المكان الذي رميت فيه نسيبه النصاب. فحمله وطار به فقال له الملك يا مخلوق ربي أي شيءٍ ذنبي فقال له الخادم: لا أدري وإنما أمرني سيدي بذلك وأنا لا أقدر أن أخالف من ملك الخاتم هذا الرصد ولم يزل طائراً به حتى رماه في المكان الذي فيه معروف ثم رجع وتركه هناك. فسمع معروفاً يبكي فأتى له وأخبره بحاله وقعدا يبكيان على ما أصابهما ولم يجدا أكلاً ولا شرباً هذا ما كان من أمرهما. وأما ما كان من أمر الوزير فأنه بعدما شتت معروفاً والملك قام وخرج من البستان وأرسل إلى جميع العسكر وعمل ديواناً وأخبرهم بما فعل مع معروف والملك وأخبرهم بقصة الخاتم وقال لهم: إن لم تجعلوني سلطاناً عليكم أمرت خادم الخاتم أن يحملكم جميعاً ويرميكم في الربع الخراب فتموتوا جوعاً وعطشاً. فقالوا له لا تفعل معنا ضرراً فأننا قد رضينا بك سلطاناً علينا ولا نعصي لك أمراً. ثم أنهم اتفقوا على سلطنته عليهم قهراً عنهم وخلع عليهم الخلع وصار يطلب من أبي السعادات كل ما أراده فيحضر بين يديه في الحال ثم أنه جلس على الكرسي وأطاعه العسكر وأرسل إلى بنت الملك يقول لها حضري روحك فأني داخلٌ عليك في هذه الليلة لأني مشتاقٌ إليك فبكت وصعب عليها أبوها وزوجها ثم أنها أرسلت تقول أمهلني حتى تنقضي العدة ثم اكتب كتابي وادخل علي في الحلال فأرسل يقول لها: أنا لا أعرف عدة ولا طول مدة ولا أحتاج إلى كتاب ولا أعرف حلالاً من حرام ولا بد من دخولي عليك في هذه الليلة فأرسلت تقول له مرحباً بك ولا بأس بذلك وكان ذلك مكر منها فلما رجع له الجواب فرح وانشرح صدره لأنه كان مغرماً بحبها ثم أمر بوضع الأطعمة بين جميع الناس وقال كلوا هذا الطعام فإنه وليمة الفرح فأني أريد الدخول على الملكة في هذه الليلة فقال شيخ الإسلام لا يحل لك الدخول عليها حتى تنقضي عدتها وتكتب كتابك عليها فقال له: أنا لا أعرف عدةٌ ولا مدةٌ فلا تكثر علي كلاماً فسكت شيخ الإسلام وخاف من شره وقال للعسكر: إن هذا كافرٌ لا دينٌ له ولا مذهب. فلما جاء المساء دخل عليها فرأها لابسةً آخر ما عندها من الثياب وهي ضاحكة وقالت له ليلة مباركة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:20 pm | |
| وفي الليلة الثامنة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن بنت الملك قابلت الوزير وقالت له مرحباً بك ولو كنت قتلت أبي وزوجي لكان أحسن عندي فقال لها لا بد أن أقتلهما فأجلسته وصارت تمازحه حتى تظفر بالخاتم وتبدل فرحه بالنكد على ما ناصبته وما فعلت معه هذه الفعال. فلما رأى الملاطفة والإبتسام هاج عليه الغرام وطلب منها الوصال فلما دنا منها تباعدت عنه وبكت وقالت يا سيدي أما ترى الرجل الناظر إلينا بالله عليك أن تسترني عن عينه فكيف تواصلني وهو ينظر إلينا فاغتاظ وقال: أين الرجل قالت ها هو في فص الخاتم يطلع رأسه وينظر إلينا فظن أن خادم الخاتم ينظر إليهما فضحك وقال لا تخافي إن هذا خادم وهو تحت طاعتي قالت أنا أخاف من العفاريت فاقلعه وارمه بعيداً عني فقلعه ووضعه على المخدة ودنا منها فرفسته برجلها في قلبه فانقلب على قفاه مغشياً عليه وزعقت على أتباعها فأتوها بسرعةٍ فقالت امسكوه فقبض عليه أربعون جارية وعجلت بأخذها الخاتم من فوق المخدة ودعكته وإذا بأبي السعادات أقبل يقول لبيك يا سيدتي فقالت احمل هذا الكافر وضعه في السجن وثقل قيوده فأخذه وسجنه في سجن الغضب ورجع وقال لها: لقد سجنته فقالت له: أين أبي وزوجي قال رميتهما في الربع الخراب قالت: أمرتك أن تأتيني بهما في هذه الساعة فقال: سمعاً وطاعةً ثم طار من أمامها ولم يزل طائراً إلى أن وصل إلى الربع الخراب ونزل عليهما فرآهما قاعدين يبكيان ويشكوان لبعضهما فقال لهما لا تخافا قد أتاكما الفرج وأخبرهما بما فعل الوزير وقال لهما أني قد سجنته بيدي طاعةً لها ثم أمرتني بإرجاعكما ففرحا بخبره ثم حملهما وطار بهما فما كان غير ساعة حتى دخل بهما على بنت الملك فقامت وسلمت على أبيها وزوجها وأجلستهما وقدمت لهما الطعام والحلوى وباتا بقية الليلة. وفي ثاني يوم ألبست أباها بدلةً فاخرةً وألبست زوجها بدلةً فاخرةً وقالت يا أبت أقعد أنت على كرسيك ملكاً على ما كنت عليه أولاً واجعل زوجي وزير ميمنة عندك وأخبر عسكرك بما جرى وهات الوزير من السجن واقتله ثم احرقه فأنه كافرٌ وأراد أن يدخل علي سفاحاً من غير نكاح وشهد على نفسه أنه كافر وليس له دين يتدين به واستوص بنسيبك الذي جعلته وزير ميمنة عندك فقال سمعاً وطاعةً يا بنتي ولكن أعطيني الخاتم أو أعطيه لزوجك فقالت أنه لا يصلح لك ولا له وإنما الخاتم يكون عندي وربما أحميه أكثر منكما ومهما أردتما فاطلباه مني وأنا أطلب لكما من خادم هذا الخاتم ولا تخشيا بأساً ما دمت أنا طيبة وبعد موتي فشأنكما والخاتم فقال أبوها هذا هو الرأي الصواب يا بنتي. ثم أخذ نسيبه وطلع إلى الديوان وكان العسكر قد باتوا في كربٍ عظيمٍ بسبب بنت الملك وما فعل معها الوزير من أنه دخل عليها سفاحاً من غير نكاح وأساء الملك ونسيبه وخافوا أن تنتهك شريعة الإسلام لأنه ظهر لهم أنه كافرٌ ثم اجتمعوا في الديوان وصاروا يعنفون شيخ الإسلام ويقولون له لماذا لم تمنعه من الدخول على الملكة سفاحاً فقال لهم: يا ناس أن الرجل كافرٌ وصار ملكاً للخاتم وأنا وأنتم لا يخرج من أيدينا في حقة شيء فالله تعالى يجازيه بفعله فاسكتوا أنتم لئلا يقتلكم. فبينما العساكر مجتمعون يتحدثون في هذا الكلام وإذ بالملك دخل عليهم في الديوان ومعه نسيبه معروف. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:22 pm | |
| وفي الليلة التاسعة والتسعين بعد التسعمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن العساكر من شدة غيظهم جلسوا في الديوان يتحدثون بشأن الوزير وما فعل بالملك ونسيبه وبنته وإذا بالملك قدم إليهم في الديوان ومعه نسيبه معروف فلما رآته العساكر فرحوا بقدومه وقاموا له على الأقدام وقبلوا الأرض بين يديه ثم جلس على الكرسي وأفادهم بالقصة فزالت عنهم الغصة وأمر بزينة المدينة وأحضر الوزير من الحبس فلما مر العساكر صاروا يلعنونه ويوبخونه حتى وصل إلى الملك فلما تمثل بين يديه أمر بقتله أشنع قتلة ثم حرقوه وراح إلى سقر في أسوا الحالات. ثم أن الملك جعل معروفاً وزير ميمنة عنده وطابت لهم الأوقات وصفت لهم المسرات واستمروا على ذلك خمس سنوات وفي السنة السادسة مات الملك فجعلت بنت الملك زوجها سلطاناً مكان أبيها ولم تعطه الخاتم وكانت في هذه المدة حملت منه ووضعت غلاماً بديع الجمال بارع الحسن والكمال ولم يزل في حجر الدادات حتى بلغ من العمر خمس سنوات فمرضت أمه مرض الموت فأحضرت معروفاً وقالت له أنا مريضة قال لها: سلامتك يا حبيبة قلبي قالت له ربما أموت فلا تحتاج إلى أن أوصيك على ولدك إنما أوصيك بحفظ الخاتم خوفاً عليك وعلى هذا الغلام فقال: ما على من يحفظه بأس فقلعت الخاتم وأعطته له وفي ثاني يومٍ توفيت إلى رحمة الله تعالى وأقام معروف ملكاً وصار يتعاطى الأحكام. فاتفق له في بعض الأيام أنه نفض المنديل فانفضت العساكر من قدامه إلى أماكنهم ووصل هو إلى قاعة الجلوس وجلس فيها إلى أن مضى النهار وأقبل الليل بالإعتكار فجاء إليه أرباب منادمته من الأكابر على عادتهم وسهروا عنده من أجل البسط والإنشرح إلى نصف الليل ثم طلبوا الإجازة بالإنصراف فأذن لهم وبعد ذلك جاءت إليه جاريةٌ كانت مقيدة بخدمة فراشه ففرشت له المرتبة وقلعته البدلة وألبسته بدلة النوم واضطجع فصارت تكبس قدميه حتى غلب عليه النوم فذهبت من عنده وراحت إلى مرقدها ونامت هذا ما كان من أمرها. وأما ما كان من أمر الملك معروف فأنه بينما كان نائماً لم يشعر إلا وشيءٍ بجانبه في الفراش فانتبه مرعوباً وقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم فتح عينيه فرأى بجانبه امرأة قبيحة المنظر فقال لها من أنت قالت لا تخف أنا زوجتك فاطمة العرة فنظر في وجهها فعرفها بمسخة صورتها وطول أنيابها وقال: من أين وصلت علي ومن جاء بك إلى هذه البلاد فقالت له: في أي بلاد أنت في هذه الساعة قال: في مدينة خيتان أختن وأنت متى فارقت مصر قالت: في هذه الساعة: قال: وكيف ذلك قالت: لما تشاجرت معك وأغواني الشيطان على ضررك واشتكيتك إلى الحكام ففتشوا عليك فما وجدوك وسأل القضاة عنك فما رأوك بعد أن مضى يومان لحقتني الندامة وعلمت أن العيب عندي وصار الندم لا ينفعني وقعدت مدة أيامٍ وأنا أبكي على فراقك وقل ما في يدي واحتجت إلى السؤال فصرت أسأل كل مغبونٍ وممقوتٍ ومن حين فارقتني وأنا آكل من ذل السؤال وصرت في أسوأ الأحوال وكل ليلةٍ أقعد أبكي على فراقك وعلى ما قاسيت بعد غيابك من الذل والهوان والتعاسة والخسران وصارت تحدثه بما جرى لها وهو باهت فيها إلى أن قالت: وفي الأمس درت طول النهار أسأل فلم يعطني أحد شيئاً وصرت كلما أقبل على أحد واسأله كسرة يشتمني ولا يعطيني شيئاً فلما أقبل الليل بت من غير عشاء فأحرقني الجوع وصعب علي ما قاسيت وقعدت أبكي وإذا بشخصٍ تصور قدامي وقال لي: يا امرأة لأي شيءٍ تبكين فقلت: أنه كان لي زوجٌ يصرف علي ويقضي أغراضي وقد فقد مني ولم أعرف أين راح وقد قاسيت الغلب من بعده فقال: ما اسم زوجك قلت: اسمه معروف قال: أنا أعرفه اعلمي أن زوجك الآن سلطاناً على مدينة وإن شئت أن أوصلك إليه أفعل ذلك فقلت له: أنا في عرضك أن توصلني إليه فحملني وطار بي بين السماء والأرض حتى أوصلني إلى هذا القصر. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:23 pm | |
| وفي الليلة الألف:
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن فاطمة العرة قالت لمعروف: أن ذلك المارد أتى بي إلى هذا القصر وقال لي: ادخلي في هذه الحجرة تري زوجك نائماً على السرير فدخلت فرأيتك في هذه السيادة وأنا ما كان أملي أنك تفوتني وأنا رفيقتك والحمد لله الذي جمعني عليك فقال لها: هل أنا فتك أو أنت التي فتنيني وأنت تشكيني من قاضٍ إلى قاضٍ وختمت ذلك بشكايتي إلى الباب العالي حتى نزلت على أبا طبق من القلعة فهربت قهراً عني وصار يحكي لها على ما جرى له إلى أن صار سلطاناً وتزوج بنت الملك وأخبرها بأنها ماتت وخلف منها ولداً وصار فقالت: والذي جرى مقدر من الله تعالى وقد تبت وأنا في عرضك أنك لا تفوتني ودعني آكل عندك العيش على سبيل الصدقة ولم تزل تتواضع له حتى رق قلبه لها وقال: توبي عن الشر واقعدي عندي وليس لك إلا ما يسرك فأن عملت شيئاً من الشر أقتلك ولا أخاف من أحدٍ فلا يخطر ببالك أنك تشكيني إلى الباب العالي وينزل لي أبا طبق من القلعة فأني صرت سلطاناً والناس تخاف مني وأنا لا أخاف إلا من الله تعالى فإن معي خاتم استخدام متى دعكته يظهر لي خادم الخاتم واسمه أبو السعادات ومهما طلبته منه يأتيني به فإن كنت تريدين الذهاب إلى بلدك أعطيك ما يكفيك طول عمرك وأرسلك إلى مكانك بسرعة وأن كنت تريدين القعود عندي فإني أخلي لك قصراً وأفرشه لك من خاص الحرير وأجعل لك عشرين جاريةً تخدمك وأرتب لك المآكل الطيبة والملابس وتصيرين ملكة وتقيمين في نعيمٍ زائدٍ حتى تموتي أو أموت أنا فما تقولين في هذا الكلام قالت: أنا أريد الإقامة عندك ثم قبلت يده وتابت عن الشر فرد لها قصراً وحدها وأنعم عليها بجوارٍ وطواشيةٍ وصارت ملكة ثم أن الولد صار يروح عندها وعند أبيه فكرهت الولد لكونه ليس ابنها فلما رأى الولد منها عين الغضب والكراهية نفر منها وكرهها ثم أن معروفاً اشتغل بحب الجواري الحسان ولم يفكر في زوجته فاطمة العرة لأنها صارت عجوزاً شمطاء بصورةٍ شوهاء وسحنة معطاء أقبح من الحية الرقطاء خصوصاً وقد أساءته إساءة لا مزيد عليها وصاحب المثل يقول: الإساءة تقطع أصل المطلوب وتزرع البغضاء في أرض القلوب. ثم أن معروفاً لم يأوها الخصلة الحميدة فيها وإنما عمل معها هذا الإكرام ابتغاء مرضاة الله تعالى ثم أن دنيازاد قالت لأختها شهرزاد: ما أطيب هذه الألفاظ التي هي أشد أخذاً للقلوب من سواحر الإلحاظ وما أحسن هذه النكت الغريبة والنوادر العجيبة فقالت شهرزاد: وأين هذا مما أحدثكم به الليلة المقبلة إن عشت وأبقاني الملك. فلما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح أصبح الملك منشرح الصدر ومنتظراً لبقية الحكاية وقال في نفسه: والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها ثم خرج إلى محل حكمه وطلع الوزير على عادته بالكفن تحت إبطه فمكث الملك في الحكم بين الناس طول نهاره وبعد ذلك ذهب إلى حريمه ودخل على زوجته شهرزاد بنت الوزير على جري عادته. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:23 pm | |
| وفي الليلة الواحدة بعد الألف
ذهب الملك إلى حريمه ودخل على زوجته شهرزاد بنت الوزير فقالت لها أختها دنيازاد: تممي قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك معروفاً صار لا يعتني بزوجته من أجل النكاح وإنما كان يطعمها احتساباً لوجه الله تعالى فلما رأته ممتنعاً عن وصالها ومشتغلاً بغيرها بغضته وغلبت عليها الغيرة ووسوس لها إبليس أنها تأخذ الخاتم منه وتقتله وتعمل ملكة مكانه ثم أنها خرجت ذات ليلة من الليالي ومضت من قصرها متوجهةً إلى القصر الذي فيه زوجها الملك معروف واتفق بالأمر المقدر والقضاء المسطر أن معروفاً كان راقداً مع محظية من محاظيه ذات حسنٍ وجمالٍ وقدٍ واعتدالٍ ومن حسن تقواه كان يقلع الخاتم من إصبعه إذا أراد أن يجامع احتراماً للأسماء الشريفة التي هي مكتوباً عليها فلا يلبسه إلا على طهارة وكانت زوجته فاطمة العرة لم تخرج موضعها إلا بعد أن أحاطت علماً بأنه إذا جامع يقلع الخاتم ويجعله على المخدة حتى يطهر وكان من عادته أنه متى جامع يأمر المحظية أن تذهب من عنده خوفاً على الخاتم وإذا دخل الحمام يقفل باب القصر حتى يرجع من الحمام ويأخذ الخاتم ويلبسه وبعد ذلك كل من دخل القصر لا حرج عليه وكانت تعرف هذا الأمر كله فخرجت بالليل لأجل أن تدخل عليه في القصر وهو مستغرقٌ في النوم وتسرق هذا الخاتم بحيث لا يراها. فلما خرجت كان ابن الملك في هذه الساعة قد دخل بيت الراحة ليقضي حاجة من غير نور فقعد في الظلام على ملاقي بيت الراحة وترك الباب مفتوحاً عليه فلما خرجت من قصرها يا هل ترى لأي شيءٍ خرجت هذه الكاهنة من قصرها في جنح الظلام وأراها متوجهةٍ إلى قصر أبي فهذا الأمر لا بد له من سبب ثم أنه خرج وراءها وتبع أثرها من حيث لا تراه وكان له سيف قصير من الجوهر وكان لا يخرج إلى ديوان أبيه إلا متقلداً بذلك السيف لكونه مستعزاً به فإذا رآه أبوه يضحك عليه ويقول: ما شاء الله إن سيفك عظيمٌ يا ولدي ولكن ما نزلت به حرباً ولا قطعت به رأساً فيقول له: لا بد أن أقطع به عنقاً يكون مستحقاً للقطع فيضحك من كلامه. ولما مشى وراء زوجة أبيه سحب السيف من غلافه وتبعها حتى دخلت قصر أبيه فوقف لها على باب القصر وصار ينظر إليها فرآها وهي تفتش وتقول: أين وضع الخاتم ففهم أنها دائرةٌ على الخاتم فلم يزل صابراً عليها حتى لقيته فقالت: ها هو والتقطته وأرادت أن تخرج فاختفى خلف الباب فلما خرجت من الباب نظرت إلى الخاتم وقلبته في يدها وأرادت أن تدعكه فرفع يده بالسيف وضربها على عنقها فزعقت زعقةً واحدةً ثم وقعت مقتولة فانتبه معروف فرأى زوجته مرميةٌ ودمها سائل وابنه شاهراً سيفه في يده. فقال له: ما هذا يا ولدي قال: يا أبي كم مرة وأنت تقول لي: إن سيفك عظيمٌ ولكنك ما نزلت به حرباً ولا قطعت به رأساً وأنا أقول لك: لا بد أن أقطع به عنقاً مستحقاً للقطع وأعلمه بخبرها ثم أنه فتش على الخاتم فلم يره ولم يزل يفتش في أعضائها حتى رأى يدها منطبقة عليه فتناوله ثم قال له: أنت ولدي بلا شك أراحك الله في الدنيا والآخرة كما أرحتني من هذه الخبيثة. ثم أن الملك معروفاً زعق على أتباعه فأتوه مسرعين فأعلمهم بما فعلت زوجته فاطمة العرة وأمرهم أن يأخذوها ويحطوها في مكانٍ إلى الصباح ففعلوا كما أمرهم ثم وكل بها جماعة من الخدام فغسلوها وكفنوها وعملوا لها مشهداً ودفنوها وما كان مجيئها من مصر إلا لترابها. ثم أن الملك معروفاً أرسل بطلب الرجل الحراث الذي كان ضيفه وهو هاربٌ فلما حضر جعله وزير ميمنته وصاحب مشورته ثم علم أن له بنتاً بديعة الحسن والجمال كريمة الخصال شريفة النسب رفيعة الحسب فتزوج بها وبعد مدة من الزمان زوج ابنه وأقاموا مدةً في أرغد عيش وصفت لهم الأوقات وطابت لهم المسرات إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب الديار العامرات ومينم البنين والبنات.
فسبحان الحي الذي لا يموت وبيده مقاليد الملك والملكوت.
وكانت شهرزاد في هذه المدة قد أنجبت من الملك ثلاثة ذكور فلما فرغت من هذه الحكاية قامت على قدميها وقبلت الأرض بين يدي الملك وقالت له: يا ملك الزمان وفريد العصر والأوان أني جاريتك ولي ألف ليلة وليلة وأنا أحدثك بحديث تمني يا شهرزاد فصاحت على الدادات والطواشية وقالت لهم: هاتوا أولادي فجاؤوا لها بهم مسرعين وهم ثلاثة أولاد ذكور واحدٌ منهم يمشي وواحدٌ يحبي وواحدٌ يرضع فلما جاؤوا بهم وضعتهم قدام الملك وقبلت الأرض وقالت: يا ملك الزمان أن هؤلاء أولادك وقد تمنيت عليك أن تعتقني من القتل إكراماً لهؤلاء الأطفال فأنك أن قتلتني يصير هؤلاء الأطفال من غير أم ولا يجدون من يحسن تربيتهم من النساء. فعند ذلك بكى الملك وضم أولاده إلى صدره وقال: يا شهرزاد والله أني قد عفوت عنك من قبل مجيء هؤلاء الأولاد لكوني رأيتك عفيفة نقية وحرة نقية بارك الله فيك وفي أبيك وأمك وأصلك وفرعك وأشهد الله أني قد عفوت عنك من كل شيءٍ يضرك. فقبلت يديه وقدميه وفرحت فرحاً زائداً وقالت: أطال الله عمرك وزادك هيبة ووقاراً. وشاع السرور في سرايا الملك حتى انتشر في المدينة وكانت ليلة لا تعد من الأعمار ولونها أبيض من وجه النهار وأصبح الملك مسروراً وبالخير مغموراً فأرسل إلى جميع العسكر فحضروا وخلع على وزيره أبي شهرزاد خلعةً سنيةً جليلةً وقال له: سترك الله حيث زوجتني ابنتك الكريمة التي كانت سبباً لتوبتي عن قتل بنات الناس وقد رأيتها حرة نقية عفيفة ذكية ورزقني الله منها ثلاثة ذكور والحمد لله على هذه النعمة الجزيلة. ثم خلع على كافة الوزراء والأمراء وأرباب الدولة الخلع السنية وأمر بزينة المدينة ثلاثين يوماً ولم يكلف أحداً من أهل المدينة شيئاً من ماله بل جعل جميع الكلفة والمصاريف من خزانة الملك فزينوا المدينة زينة عظيمة لم يسبق مثلها ودقت الطبول وزمرت الزمور ولعب سائر أرباب الملاعب وأجزل لهم الملك العطايا والمواهب وتصدق على الفقراء والمساكين وعم بإكرامه سائر رعيته وأهل مملكته وأقام هو ودولته في نعمة وسرور ولذة وحبور حتى أتاهم هاذم اللذات ومفرق الجماعات فسبحان من لا يفنيه تداول الأوقات ولا يعتريه شيءٌ من التغيرات ولا يشغله حال عن حال وتفرد بصفات الكمال والصلاة والسلام على إمام حضرته وخيرته من خليقته سيدنا محمد سيد الأنام ونضرع به إليه في حسن الختام. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:29 pm | |
| حكاية السندباد
قالت: بلغني أنه كان في زمن الخليفة أمير المؤمنين هارون الرشيد بمدينة بغداد رجل يقال له السندباد الحمال وكان رجلاً فقير الحال يحمل تجارته على رأسه فاتفق له أنه حمل في يوم من الأيام حملة ثقيلة وكان ذلك اليوم شديد الحر فتعب من تلك الحملة وعرق واشتد عليه الحر فمر على باب رجل تاجر قدامه كنس ورش وهناك هواء معتدل وكان بجانب الباب مصطبة عريضة فحط الحمال حملته على تلك المصطبة ليستريح ويشم الهواء. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
== وفي الليل | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:30 pm | |
| وفي الليلة الثالثة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن ريس المركب لما صاح على الركاب وقال لهم: اطلبوا النجاة لأنفسكم واتركوا الأسباب ولما سمع الركاب كلام ذلك الريس أسرعوا وبادروا بالطلوع إلى المركب وتركوا الأسباب وحوائجهم ودسوتهم وكوانينهم فمنهم من لحق المركب ومنهم من لم
يلحقه وقد تحركت تلك الجزيرة ونزلت إلى قرار البحر بجميع ما كان عليها وانطبق عليها البحر العجاج المتلاطم بالأمواج وكنت من جملة من تخلف في الجزيرة فغرقت في البحر مع جملة من غرق ولكن الله تعالى أنقذني ونجاني من الغرق ورزقني بقطعة خشب كبيرة من القطع التي كانوا يغسلون فيها فمسكتها بيدي وركبتها من حلاوة الروح ورفست في الماء برجلي مثل المجاذيف والأمواج تلعب بي يميناً وشمالاً. وقد نشر الريس قلاع المركب وسافربالذين طلع بهم في المركب ولم يلتفت لمن غرق منهم ومازلت أنظر إلى ذلكالمركب حتى خفي عن عيني وأيقنت بالهلاك ودخل علي الليل وأنا على هذه الحالة فمكثت على ما أنا فيه يوماً وليلة وقد ساعدني الريح والأمواج إلى أن رست بي تحت جزيرة عالية وفيها أشجار مطلة على البحر فمسكت فرعاً من شجرة عالية وتعلقت به بعدما أشرفت على الهلاك وتمسكت به إلى أن طلعت إلى الجزيرة فوجدت في رجلي خدلاً وأثر أكل السمك في بطونهما ولم أشعر بذلك من شدة ما كنت فيه من الكرب والتعب وقد ارتميت في الجزيرة وأنا مثل الميت وغبت عن وجودي وغرقت في دهشتي ولم أزل على هذه الحالة إلى ثاني يوم. وقد طلعت الشمس علي وانتبهت في الجزيرة فوجدت رجلي قد ورمتا فسرت حزيناً على ما أنا فيه فتارة أزحف وتارة أحبو على ركبي وكان في الجزيرة فواكه كثيرة وعيون ماء عذب فصرت آكل من تلك الفواكه ولم أزل على هذه الحالة مدة أيام وليال فانتعشت نفسي وردت لي روحي وقويت حركتي وصرت أتفكر وأمشي في جانب الجزيرة وأتفرج بين الأشجار مما خلق الله تعالى. وقد عملت لي عكازاً من تلك الأشجار أتوكأ عليه ولم أزل على هذه الحالة إلى أن تمشيت يوماً من الأيام في جانب الجزيرة فلاح لي شبح من بعيد فظننت أنه وحش أو أنه دابة من دواب البحر فتمشيت إلى نحوه ولم أزل أتفرج عليه وإذا هو فرس عظيم المنظر مربوط في جانب الجزيرة على شاطئ البحر فدنوت منه فصرخ علي صرخة عظيمة فارتعبت منه وأردت أن أرجع وإذا برجل خرج من تحت الأرض وصاح علي واتبعني وقال لي: من أنت ومن أين جئت وما سبب وصولك إلى هذا المكان فقلت له: يا سيدي اعلم أني رجل غريب وكنت في مركب وغرقت أنا وبعض من كان فيها فرزقني الله بقطعة خشب فركبتها وعامت بي إلى أن رمتني الأمواج في هذه الجزيرة. فلما سمع كلامي أمسكني من يدي وقال لي: امش معي فنزل بي في سرداب تحت الأرض
ودخل بي إلى قاعة كبيرة تحت الأرض وأجلسني في صدر تلك القاعة وجاء لي بشيء من الطعام وأنا كنت جائعاً فأكلت حتى شبعت واكتفيت وارتاحت نفسي ثم إنه سألني عن حالي وما جرى لي فأخبرته بجميع ما كان من أمري من المبتدأ إلى المنتهى فتعجب من قصتي. فلما فرغت من حكايتي قلت: بالله عليك ياسيدي لا تؤاخذني فأنا قد أخبرتك بحقيقة حالي وما جرى لي وأنا أشتهي منك أن تخبرني من أنت وما سبب جلوسك في هذه القاعة التي تحت فقال لي اعلم أننا جماعة متفرقون في هذه الجزيرة على جوانبها ونحن سياس الملك المهرجان وتحت أيدينا جميع خيوله وفي كل شهر عند القمر نأتي بالخيل الجياد ونربطها في هذه الجزيرة من كل بكر ونختفي في هذه القاعة تحت الأرض حتى لا يرانا أحد فيجيء حصان من خيول البحر على رائحة تلك الخيل ويطلع على البر فلم ير أحداً فيثب عليها ويقضي منها حاجته وينزل عنها ويريد أخذها معه فلا تقدر أن تسير معه من الرباط فيصيح عليه ويضربها برأسه ورجليه ويصيح فنسمع صوته فنعلم أنه نزل عنها فنطلع صارخين عليه فيخاف وينزل البحر والفرس تحمل وتلد مهراً أو مهرة تساوي خزنة مال ولا يوجد لها نظير على وجه الأرض وهذا وقت طلوع الحصان وإن شاء الله تعالى آخذك معي إلى الملك المهرجان. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:33 pm | |
| وفي الليلة الرابعة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السايس قال للسندباد البحري آخذك معي إلى الملك المهرجان وأفرجك على بلادنا واعلم أنه لولا اجتماعك علينا ما كنت ترى أحداً في هذا المكان غيرنا وكنت تموت كمداً ولا يدري بك أحد ولكن أنا أكون سبب حياتك ورجوعك إلى بلادك فدعوت له وشكرته على فضله وإحسانه فبينما نحن في هذا الكلام وإذا بالحصان قد طلع من البحر وصرخ صرخة عظيمة ثم وثب على الفرس فلما فرغ منها نزل عنها وأراد أخذها معه فلم يقدر ورفست وصاحت عليه فأخذ الرجل السايس سيفاً بيده ودرقة وطلع من باب تلك القاعة وهو يصيح على رفقته ويقول اطلعوا إلى الحصان ويضرب بالسيف على الدرقة فجاء جماعة بالرماح صارخين فجفل منهم الحصان وراح إلى حال سبيله ونزل في البحر مثل الجاموس وغاب تحت الماء. فعند ذلك جلس الرجل قليلاً وإذا هو بأصحابه قد جاؤه ومع كل واحد فرس يقودها | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:33 pm | |
| فنظروني عنده فسألوني عن أمري فأخبرتهم بما حكيته لو وقربوا مني ومدوا السماط وأكلوا وعزموني فأكلت معهم ثم إنهم قاموا وركبوا الخيول وأخذوني إلى مدينة الملك المهرجان وقد دخلوا عليه وأعلموه بقصتي فطلبني فأدخلوني عليه وأوقفوني بين يديه فسلمت عليه فرد علي السلام ورحب بي وحياني بإكرام وسألني عن حالي فأخبرته بجيع ما حصل لي وبكل ما رأيته من المبتدأ إلى المنتهى. فعند ذلك تعجب مما وقع لي ومما جرى لي فعند ذلك قال لي يا ولدي والله لقد حصل لك مزيد السلامة ولولا طول عمرك ما نجوت من هذه الشدائد ولكن الحمد لله على السلامة ثم إنه أحسن إلي وأكرمني وقربني إليه وصار يؤانسني بالكلام والملاطفة وجعلني عنده عاملاً في ميناء البحر وكاتباً على كل مركب عبر إلى البر وصرت واقفاً عنده لأقضي له مصالحه وهو يحسن إلي وينفعني من كل جانب وقد كساني كسوة مليحة فاخرة وصرت مقدماً عنده في الشفاعات وقضاء مصالح الناس ولم أزل عنده مدة طويلة. وأنا كلما اشق على جانب البحر اسأل التجار والمسافرين والبحريين عن ناحية مدينة بغداد لعل أحداً يخبرني عنها فأروح معه إليها وأعود إلى بلادي فلم يعرفها أحد ولم يعرف من يروح إليها وقد تحيرت في ذلك وسئمت من طول الغربة ولم أزل على هذه الحالة مدة من الزمان إلى أن جئت يوماً من الأيام ودخلت على الملك المهرجان فوجدت عنده جماعة من الهنود فسلمت عليهم فردوا علي السلام ورحبوا بي وقد سألوني عن بلادي فذكرتها لهم وسألتهم عن بلادهم ذركوا لي أنهم أجناس مختلفة فمنهم الشاركية وهم أشرف أجناسهم لا يظلمون أحداً ولا يقهرونه. ومنهم جماعة تسمى البراهمة وهم قوم لا يشربون الخمر أبداً وإنما هم أصحاب حظ وصفاء ولهو وطرب وجمال وخيول ومواشي وأعلموني أن صنف الهنود يفترق على اثنين وسبعين فرقة فتعجبت من ذلك غاية العجب. ورأيت في مملكة المهرجان جزيرة من جملة الجزائر يقال لها كابل يسمع فيها ضرب الدفوف والطبول طول الليل وقد أخبرنا أصحاب الجزائر والمسافرين أنهم أصحاب الجد والرأي. ورأيت في البحر سمكة طولها مائتا ذراع ورأيت أيضاً سمكاً وجهه مثل وجه البوم ورأيت في تلك السفرة كثيراً من العجائب والغرائب مما لو حكيته لكم لطال شرحه ولم أزل أتفرج على تلك
الجزائر وما فيها إلى أن وقفت يوماً من الأيام على جانب البحر وفي يدي عكاز حسب عاداتي وإذا بمركب قد أقبل وفيه تجار كثيرون. فلما وصل إلى ميناء المدينة وفرضته وطوى الريس قلوعه وأرسله على البر ومد السقالة واطلع البحرية جميع ما كان في ذلك المركب إلى البر وأبطأوا في تطليعه وأنا واقف أكتب عليهم فقلت لصاحب المركب هل بقي في مركبك شيء فقال نعم يا سيدي معي بضائع في بطن المركب ولكن صاحبها غرق معنا في البحر في بعض الجزائر ونحن قادمون في البحر وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:36 pm | |
| وفي الليلة الخامسة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الريس قال للسندباد البحري أن صاحب هذه البضائع غرق وصارت بضائعه معنا فغرضنا أننا نبيعها ونأخذ ثمنها لأجل أن نوصله إلى أهله في مدينة بغداد دار السلام فقلت للريس ما يكون اسم ذلك الرجل صاحب البضائع فقال اسمه السندباد البحري وقد غرق معنا في البحر. فلما سمعت كلامه حققت النظر فيه فعرفته وصرخت عليه صرخة عظيمة وقلت يا ريس اعلم أني أنا صاحب البضائع التي ذكرتها وأنا السندباد البحري الذي نزلت من المركب في الجزيرة مع جملة من نزل من التجار ولما تحركت السمكة التي كنا عليها وصحت أتت علينا طلع من طلع وغرق الباقي وكنت أنا من جملة من غرق ولكن الله تعالى سلمني ونجاني من الغرق بقطعة كبيرة من القطع التي كان الركاب يغسلون فيها. فركبتها وصرت أرفس برجلي وساعدني الريح والموج إلى أن وصلت إلى هذه الجزيرة فطلعت فيها وأعانني الله تعالى بسياس الملك المهرجان فأخبرته بقصتي فأنعم علي وجعلني كاتباً على ميناء هذه المدينة فصرت أنتفع بخدمته وصار لي عنده قبول وهذه البضائع التي معك بضائعي ورزقي قال الريس لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما بقي لأحد أمانة ولا ذمة فقلت له يا ريس ما سبب ذلك وأنك سمعتني أخبرتك بقصتي فقال الريس لأنك سمعتني أقول أن معي بضائع صاحبها غرق فتريد أن تأخذها بلا حق وهذا حرام عليك فإننا رأيناه لما غرق وكان معه جماعة من الركاب كثيرون وما نجا فقلت له يا ريس اسمع قصتي وافهم كلامي يظهر لك صدقي فإن الكذب سيمة المنافقين ثم إني حكيت للريس جميع ما كان مني من حين خرجت معه من مدينة بغداد إلى أن وصلنا تلك
الجزيرة التي غرقنا فيها وأخبرته ببعض أحوال جرت بيني وبينه فعند ذلك تحقق الريس والتجار من صدقي فعرفوني وهنوني بالسلامة وقالوا جميعاً والله ما كنا نصدق بأنك نجوت من الغرق ولكن رزقك الله عمراً جديداً ثم إنهم أعطوني البضائع فوجدت اسمي مكتوباً عليها ولم ينقص منها شيء ففتحتها وأخرجت منها شيئاً نفيساً غالي الثمن وحملته معي بحرية المركب وطلعت به إلى الملك على سبيل الهدية وأعلمت الملك بأن هذا المركب الذي كنت فيه وأخبرته أن بضائعي وصلت إلي بالتمام والكمال وأن هذه الهدية منها. فتعجب الملك من ذلك الأمر غاية العجب وظهر له صدقي في جميع ما قلته وقد أحبني محبة شديدة وأكرمني إكراماً زائداً ووهب لي شيئاً كثيراً في نظير هديتي ثم بعت حمولتي وما كان معي من البضائع وكسبت فيها شيئاً كثيراً واشتريت بضاعة وأسباباً ومتاعاً من تلك المدينة. ولما أراد تجار المركب السفر شحنت جميع ما كان معي في المركب ودخلت عند الملك وشكرته على فضله وإحسانه ثم استأذنته في السفر إلى بلادي وأهلي فودعني وأعطاني شيئاً كثيراً عند سفري من متاع تلك المدينة فودعته ونزلت المركب وسافرنا بإذن الله تعالى وخدمنا السعد وساعدتنا المقادير ولم نزل مسافرين ليلاً ونهاراً إلى أن وصلنا بالسلامة إلى مدينة البصرة وطلعنا إليها وأقمنا فيها زمناً قليلاً وقد فرحت بسلامتي وعودتي إلى بلادي. وبعد ذلك توجهت إلى مدينة بغداد دار السلام ومعي الحمول والمتاع والأسباب شيء كثير له قيمة عظيمة ثم جئت إلى حارتي ودخلت بيتي وقد جاء جميع أهلي وأصحابي ثم إني اشتريت لي خدماً وحشماً ومماليك وسراري وعبيداً حتى صار عندي شيء كثير واشتريت لي دوراً وأماكن وعقاراً أكثر من الأول ثم إني عاشرت الأصحاب ورافقت الخلان وصرت أكثر مما كنت عليه في الزمن الأول ونسيت جميع ما كنت قاسيت من التعب والغربة والمشقة وأهوال السفر واشتغلت باللذات والمسرات والمآكل الطيبة والمشارب النفيسة ولم أزل على هذه الحالة. وهذا ما كان في أول سفراتي وفي غد إن شاء الله تعالى أحكي لكم الثانية من السبع سفرات. ثم إن السندباد البحري عشى السندباد البري عنده وأمر له بمائة مثقال ذهباً وقال له آنستنا في هذا النهار فشكره الحمال وأخذ معه ما وهبه له وانصرف إلى حال سبيله وهو متفكر فيما يقع وما يجري للناس ويتعجب غاية العجب ونام تلك الليلة في منزله. ولما أصبح الصباح جاء إلى بيت السندباد البحري ودخل عنده فرحب به وأكرمه وأجلسه
عنده ولما حضر بقية أصحابه قدم لهم الطعام والشراب وقد صفا لهم الوقت وحصل لهم الطرب فبدأ السندباد البحري بالكلام وقال اعلموا يا إخواني أنني كنت في ألذ عيش وأصفى سرور على ما تقدم ذكره لكم بالأمس. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:36 pm | |
| وفي الليلة السادسة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما اجتمع عنده أصحابه قال لهم إني كنت في ألذ عيش إلى أن خطر ببالي يوماً من الأيام السفر إلى بلاد الناس واشتاقت نفسي إلى التجارة والتفرج في البلدان والجزر واكتساب المعاش فهممت في ذلك الأمر وأخرجت من مالي شيئاً كثيراً اشتريت به بضائع وأسباباً تصلح للسفر وحزمتها وجئت إلى الاسحل فوجدت مركباً مليحاً جديداً وله قلع قماش مليح وهو كثير الرجال زائد العدة وأنزلت حمولتي فيه أنا وجماعة من التجار وقد سافرنا في ذلك النهار وطاب لنا السفر ولم نزل من بحر إلى بحر ومن جزيرة إلى جزيرة وكل محل رسونا عليه نقابل التجار وأرباب الدولة والبائعين والمشترين ونبيع ونشتري ونقايض بالبضائع فيه. ولم نزل على هذه الحالة إلى أن ألقتنا المقادير على جزيرة كثيرة الأشجار يانعة الأثمار فائحة الأزهار مترنمة الأطيار صافية الأنهار ولكن ليس بها ديار ولا نافخ نار فأرسى بنا الريس على تلك الجزيرة وقد طلع التجار والركاب إلى تلك الجزيرة يتفرجون على ما بها من الأشجار والأطيار ويسبحون الله الواحد القهار ويتعجبون من قدرة الملك الجبار فعند ذلك طلعت إلى الجزيرة مع جملة من طلع وجلست على عين ماء صاف بين الأشجار وكان معي شيء من المأكل فجلست في هذا المكان آكل ما قسم الله تعالى لي وقد طاب النسيم بذلك المكان وصفا لي الوقت فأخذتني سنة من النوم فارتحت في ذلك المكان وقد استغرقت في النوم وتلذذت بذلك النسيم الطيب والروائح الزكية ثم إني قمت فلم أجد أحداً لا من التجار ولا من البحرية فتركوني في الجزيرة وقد التفت فيها يميناً وشمالاً فلم أجد بها أحد غيري فحصل عندي قهر شديد ما عليه من مزيد وكادت مرارتي تنفقع من شدة ما أنا فيه من الغم والحزن والتعب ولم يكن معي شيء من حطام الدنيا ولا من المأكل ولا من المشرب وصرت وحيداً وقد تعبت في نفسي ويئست من الحياة وبعد ذلك قمت على حيلي وتمشيت في الجزيرة يميناً وشمالاً وصرت لا
أستطيع الجلوس في محل واحد ثم إني صعدت على شجرة عالية وصرت أنظر من فوقها يميناً وشمالاً فلم أر غير سماء وماء وأشجار وأطيار وجزر ورمال ثم حققت النظر فلاح لي في الجزيرة شيء أبيض عظيم الخلقة فنزلت من فوق الشجرة وقصدته وصرت أمشي إلى ناحيته ولم أزل سائراً إلى أن وصلت غليه وإذا به قبة كبيرة بيضاء شاهقة فيالعلو كبيرة الدائرة فدنوت منها ودرت حولها فلم أجد لها باباً ولم أجد لي قوة ولا حركة في الصعود عليها من شدة النعومة فعلمت مكان وقوفي ودرت حول القبة أقيس دائرتها فإذا هي خمسون خطوة وافية فصرت متفكراً في الحيلة الموصلة إلى دخولها وقد قرب زوال النهار وغروب الشمس وإذا بالشمس قد خفيت والجو قد أظلم واحتجبت الشمس عني ظننت أنه جاء على الشمس غمامة وكان ذلك في زمن الصيف فتعجبت ورفعت رأسي وتأملت في ذلك فرأيت طيراً عظيم الخلقة كبير الجثة عريض الأجنحة طائراً في الجو وهو الذي غطى عين الشمس وحجبها عن الجزيرة فازددت من ذلك عجباً ثم إني تذكرت حكاية. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:37 pm | |
| وفي الليلة السابعة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما زاد تعجبه من الطائر الذي رآه في الجزيرة تذكر حكاية أخبره بها قديماً أهل السياحة والمسافرون وهي أن في بعض الجزائر طيراً عظيماً يقال له الرخ يزق أولاده بالأفيال فتحققت أن القبة التي رأيتها إنما هي بيضة من بيض الرخ ثم إني تعجبت من خلق الله تعالى فبينما أنا على هذه الحالة وإذا بذلك الطير نزل على تلك القبة وحضنها بجناحيه وقد مد رجليه من خلفه على الأرض ونام عليها فسبحان من لا ينام فعند ذلك فككت عمامتي من فوق رأسي وثنيتها وفتلتها حتى صارت مثل الحبل وتحزمت بها وشددت وسطي وربطت نفسي في رجلي ذلك الطير وشددتها شداً وثيقاً وقلت في نفسي لعل هذا يوصلني إلى بلاد المدن والعمار ويكون ذلك أحسن من جلوسي في هذه الجزيرة وبت تلك الليلة ساهراً خوفاً من أن أنام فيطير بي على حين غفلة. فلما طلع الفجر وبان الصباح قام الطائر من على بيضته وصاح صيحة عظيمة وارتفع بي إلى الجو حتى ظننت أنه وصل إلى عنان السماء وبعد ذلك تنازل بي حتى نزل إلى الأرض وحط على مكان مرتفع عال فلما وصلت إلى الأرض أسرعت وفككت الرباط من رجليه وأنا أنتفض مشيت في ذلك المكان ثم إنه أخذ شيئاً من على وجه الأرض في مخالبه وطار إلى عنان
السماء فتأملته فإذا هو حية عظيمة الخلقة كبيرة الجسم قد أخذها وذهب بها إلى البحر فتعجبت من ذلك ثم إني تمشيت في ذلك المكان فوجدت نفسي في مكان عال وتحته واد كبير واسع عميق وبجانبه جبل عظيم شاهق في العلو لا يقدر أحد أن يرى أعلاه من فرط علوه وليس لأحد قدرة على الطلوع فوقه فلمت نفسي على ما فعلته وقلت يا ليتني مكثت في الجزيرة فإنها أحسن من هذا المكان القفر لأن الجزيرة كان يوجد فيها شيء آكله من أصناف الفواكه وأشرب من أنهارها وهذا المكان ليس فيه أشجار ولا أثمار ولا أنهار فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أنا كل ما أخلص من مصيبة أقع فيما هو أعظم منها وأشد. ثم إني قمت وقويت نفسي ومشيت في ذلك الوادي فرأيت أرضه من حجر الألماس الذي يثقبون به المعادن والجواهر ويثقبون به الصيني والجزع منه شيئاً ولا أن يكسره إلا بحجر الرصاص وكل تلك الوادي حيات وأفاع وكل واحدة مثل النخلة ومن أعظم خلقتها لو جاءها فيل لابتلعته وتلك الحيات يظهرن في الليل ويختفين في النهار خوفاً من طير الرخ والنسر أن يختطفها ويقطعها ولا أدري ما سبب ذلك. فأقمت بتلك الوادي وأنا متندم على ما فعلته وقلت في نفسي والله إني قد عجلت بالهلاك على نفسي وقد ولى النهار علي فصرت أمشي في تلك الوادي والتفت على محل أبيت فيه وأنا خائف من تلك الحيات ونسيت أكلي وشربي ومعاشي واشتغلت بنفسي فلاح لي مغارة بالقرب مني فمشيت فوجدت بابها ضيقاً فدخلتها ونظرت إلى حجر كبير عند بابها فدفعته وسددت به باب تلك المغارة وأنا داخلها وقلت في نفسي قد أمنت لما دخلت في هذا المكان وإن طلع النهار اطلع وأنظر ما تفعل القدرة. ثم التفت في داخل المغارة فرأيت حية عظيمة نائمة في صدر المغارة على بيضها فاقشعر بدني وأقمت رأسي وسلمت أمري للقضاء والقدر وبت ساهراً طوال الليل إلى أن طلع الفجر ولاح فأزحت الحجر الذي سددت به باب المغارة وخرجت منه وأنا مثل السكران دائخ من شدة السهر والجوع والخوف وتمشيت في الوادي. وبينما أنا على هذه الحالة وإذا بذبيحة قد سقطت من قدامي ولم أجد أحداً فتعجبت من ذلك أشد العجب وتفكرت حكاية أسمعها من قديم الزمان من بعض التجار والمسافرين وأهل السياحة أن في جبال حجر الألماس الأهوال العظيمة ولا يقدر أحد أن يسلك إليه ولكن التجار
الذين يجلبونه يعملون حيلة في الوصول إليه ويأخذون الشاة من الغنم ويذبحونها ويسلخونها ويرشون لحمها ويرمونه من أعلى ذلك الجبل إلى أرض الوادي فتنزل وهي طرية فيلتصق بها شيء من هذه الحجارة ثم تتركها التجار إلى نصف النهار فتنزل الطيور من النسور والريخ إلى ذلك اللحم وتأخذه في مخالبها وتصعد إلى أعلى الجبل فيأتيها التجار وتصيح عليها وتصير من عند ذلك اللحم وتخلص منه الحجارة اللاصقة به ويتركون اللحم للطيور والوحوش ويحملون الحجارة إلى بلادهم ولا أحد يقدر أن يتوصل إلى مجيء حجر الألماس إلا بهذه الحيلة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:45 pm | |
| وفي الليلة الثامنة والثلاثين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري صار يحكي لأصحابه جميع ما حصل له في جبل الماس ويخبرهم أن التجار لا يقدرون على مجيء شيء منه إلا بحيلة مثل الذي ذكره ثم قال فلما نظرت إلى تلك الذبيحة تذكرت هذه الحكاية قمت وجئت عند الذبيحة فنقيت من هذه الحجارة شيئاً كثيراً وأدخلته في جيبي وبين ثيابي وصرت أنقي وأدخل في جيوبي وحزامي وعمامتي وبين حوائجي فبينما أنا على هذه الحالة وإذا بذبيحة كبيرة فربطت نفسي عليها ونمت على ظهري وجعلتها على صدري وأنا قابض عليها فصارت عالية على الأرض وإذا بنسر نزل على تلك الذبيحة وقبض عليها بمخالبه وأقلع بها إلى الجو وأنا معلق بها ولم يزل طائراً بها إلى أن صعد بها إلى أعلى الجبل وحطها وأراد أن ينهش منها وإذا بصيحة عظيمة عالية من خلف ذلك النسر وشيء يخبط بالخشب على ذلك الجبل فجفل النسر وطار إلى الجو ففككت نفسي من الذبيحة وقد تلوثت ثيابي من دمها ووقفت بجانبها وإذا بذلك التاجر الذي صاح على النسر تقدم إلى الذبيحة فرآني واقفاً فلم يكلمني وقد فزع مني وارتعب وأتى الذبيحة وقلبها فلم يجد فيها شيئاً فصاح صيحة عظيمة وقال واخيبتاه لا حول ولا قوة إلا بالله نعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يتندم ويخبط كفاً على كف ويقول واحسرتاه أي شيء هذا الحال.. فتقدمت إليه فقال لي: من أنت وما سبب مجيئك إلى هذا المكان فقلت له: لا تخف ولا تخش فإني إنسي من خيار الإنس وكنت تاجراً ولي حكاية عظيمة وقصة غريبة وسبب وصولي إلى هذا الجبل وهذا الوادي حكاية عجيبة فلا تخف فلك ما يسرك مني وأنا معي شيء كثير من حجر الألماس فأعطيك منه شيئاً يكفيك وكل قطعة معي أحسن من كل شيء يأتيك فلا تجزع ولا تخف.
فعند ذلك شكرني الرجل ودعا لي وتحدث معي وإذا بالتجار سمعوا كلامي مع رفيقهم فجاؤوا إلي وكان كل تاجر رمى ذبيحته فلما قدموا علينا سلموا علينا وهنؤوني بالسلامة وأخذوني معهم وأعلمتهم بجميع قصتي وما قاسيته في سفرتي وأخبرتهم بسبب وصولي إلى هذه الوادي ثم إني أعطيت لصاحب الذبيحة التي تعلقت فيها شيئاً كثيراً مما كان معي ففرح بي جداً فما أحد وصل إلى هذا المكان قبلك ونجا منه ولكن الحمد لله على بسلامتي ونجاتي من وادي الحيات ووصولي إلى بلاد العمار. ولما طلع النهار قمنا وسرنا على ذلك الجبل العظيم وصرنا ننظر في ذلك الجبل حيات كثيرة ولم نزل سائرين إلى أن أتينا بستاناً في جزيرة عظيمة مليحة وفيها شجر الكافور وكل شجرة منها يستظل تحتها إنسان وإذا أراد أن يأخذ منه أحد يثقب من أعلى الشجرة ثقباً بشيء طويل ويتلقى ما ينزل منه فيسيل منه ماء الكافور ويعقد مثل الشمع وهو عسل ذلك الشجر وبعد وفي تلك الجزيرة صنف من الوحوش يقال له الكركدن يرعى فيها رعياً مثل ما يرعى البقر والجاموس في بلادنا ولكن جسم ذلك الوحش أكبر من جسم الجمل ويأكل العلق وهو دابة عظيمة لها قرن واحد غليظ في وسط رأسها طوله قدر عشرة أذرع وفيه صورة إنسان وفي تلك الجزيرة شيء من صنف البقر. وقد قال لنا البحريون المسافرون وأهل السياحة في الجبال والأراضي أن هذا الوحش المسمى بالكركدن يحمل الفيل الكبيرعلى قرنه ويرعى به في الجزيرة والسواحل ولا يشعر به ويموت الفيل على قرنه ويسيح دهنه من حر الشمس على رأسه ويدخل في عينيه فيعمى فيرقد في جانب السواحل فيجيء له طير الريخ فيحمله في مخالبه ويروح به عند أولاده ويزقهم به وبما على قرنه وقد رأيت في تلك الجزيرة شيئاً كثيراً من صنف الجاموس ليس له عندنا نظير وفي تلك الوادي شيء كثير من حجر ألماس الذي حملته معي وخبأته في جيبي وقايضوني عليه ببضائع ومتاع من عندهم وحملوها لي عهم وأعطوني دراهم ودنانير ولم أزل سائراً معهم وأنا أتفرج على بلاد الناس وعلى ما خلق الله من واد إلى واد ومن مدينة إلى مدينة ونحن نبيع ونشتري إلى أن وصلنا إلى مدينة البصرة وأقمنا بها أياماً قلائل ثم جئت إلى مدينة بغداد. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة التاسعة والثلاثين بعد الخمسمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما رجع من غيبته ودخل مدينة بغداد
دار السلام وجاء إلى حارته ودخل داره ومعه من صنف حجر الألماس شيء كثير ومعه مال ومتاع وبضائع لها صورة وقد اجتمع بأهله وأقاربه ثم تصدق ووهب وأعطى وهادى جميع أهله وأصحابه وصار يأكل طيباً ويشرب طيباً ويلبس ملبساً طيباً ويعاشر ويرافق ونسي جميع ما قاساه ولم يزل في عيش هني وصفاء خاطر وانشراح صدر ولعب وطرب وصار كل من سمع بقدومه يجيء إليه ويسأله عن حال السفر وأحوال البلاد فيخبره ويحكي له ما لقيه وما قاساه فيتعجب من شدة ما قاساه ويهنئه بالسلامة وهذا آخر ما جرى لي وما اتفق لي في السفرة الثانية ثم قال لهم وفي الغد إن شاء الله تعالى أحكي لكم حال السفرة الثالثة. فلما فرغ السندباد البحري من حكايته للسندباد البري تعجبوا من ذلك وتشعوا عنده وأمر للسندباد بمائة مثقال ذهباً فأخذها وتوجه إلى حال سبيله وهو يتعجب مما قاساه السندباد البحري وشكره ودعا له في بيته ولما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح قام السندباد البري كما أمره ودخل إليه وصبح عليه فرحب به وجلس معه حتى أتاه باقي أصحابه وجماعته فأكلوا وشربوا وتلذذوا وطربوا وانشرحوا ثم ابتدأ السندباد البحري بالكلام وقال:
الحكاية الثالثة من حكايات السندباد البحري وهي السفرة الثالثة اعلموا يا إخواني واسمعوا مني حكاية فإنها أعجب من الحكايات المتقدمة قبل تاريخه والله أعلم بغيبة واحكم أني فيما مضى وتقدم لما جئت من السفرة الثانية وأنا في غاية البسط والانشراح فرحان بالسلامة وقد كسبت مالاً كثيراً كما حكيت لكم أمس تاريخه وقد عوض الله علي ما راح مني أقمت بمدينة بغداد مدة من الزمان وأنا في غاية الحظ والصفاء والبسط والانشراح فاشتاقت نفسي إلى السفر والفرجة وتشوقت إلى المتجر والكسب والفوائد والنفس أمارة بالسوء فهممت واشتريت شيئاً كثيراً من البضائع المناسبة لسفر البحر وحزمتها للسفر وسافرت بها من مدينة بغداد إلى مدينة البصرة وجئت إلى ساحل البحر فرأيت مركباً عظيماً وفيه تجار وركاب كثيرة أهل خير وناس ملاح طيبون أهل دين ومعروف وصلاح فنزلت معهم في ذلك المركب وسافرنا على بركة الله تعالى بعونه وتوفيقه وقد استبشرنا بالخير والسلامة. ولم نزل سائرين من بحر إلى بحر ومن جزيرة إلى جزيرة ومن مدينة إلى مدينة وفي كل مكان مررنا عليه نتفرج ونبيع ونشتري ونحن في غاية الفرح والسرور إلى أن كنا يوماً من الأيام سائرين في وسط البحر العجاج المتلاطم بالأمواج فإذا بالريس وهو جانب المركب ينظر إلى نواحي البحر ثم
إنه لطم وجهه وطوى قلوع المركب ورمى مراسيه ونتف لحيته ومزق ثيابه وصاح صيحة عظيمة فقلنا له يا ريس ما الخبر فقال اعلموا يا ركاب السلامة أن الريح غلب علينا وعسف بنا في وسط البحر ورمتنا المقادير لسوء بختنا إلى جبل القرود وما وصل إلى هذا المكان أحد ولم يسلم منه قط وقد أحس قلبي بهلاكنا أجمعين. فما استتم قول الريس حتى جاءنا القرود وأحاطوا المركب من كل جانب وهم شيء كثير مثل الجراد المنتشر في المركب وعلى البر فخفنا إن قتلنا منهم أحداً أو طردناه أن يقتلونا لفرط كثرتهم والكثرة تغلب الشجاعة وبقينا خائفين منهم أن ينهبوا رزقنا ومتاعنا وهم أقبح الوحوش وعليهم شعور مثل لبد الأسود ورؤيتهم تفزع ولا يفهم لهم أحد كلاماً ولا خيراً وهم مستوحشون من الناس صفر العيون وسود الوجوه صغار الخلقة طول كل واحد منهم أربعة أشبار وقد طلعوا على حبال المرساة وقطعوها بأسنانهم وقطعوا جميع حبال المركب من كل جانب فمال المركب من الريح ورسى على جبلهم وصار المركب في برهم وقبضوا على جميع التجار والركاب وطلعوا إلى الجزيرة وأخذوا المركب بجميع ما كان فيه وراحوا به. فبينما نحن في تلك الجزيرة نأكل من أثمارها وبقولها وفواكهها ونشرب من الأنهار التي فيها إذ لاح لنا بيت عامر في وسط تلك الجزيرة فقصدناه ومشينا إليه فإذا هو قصر مشيد الأركان عالي الأسوار له باب بدرفتين مفتوح وهو من خشب الأبانوس فدخلنا باب ذلك القصر فوجدنا له حظيراً واسعأً مثل الحوش الواسع الكبير وفي دائره أبواب كثيرة وفي صدره مصطبة عالية كبيرة وفيها أواني طبيخ معلقة على الكوانين وحواليها عظام كثيرة ولم نر فيها أحد فتعجبنا من ذلك غاية العجب وجلسنا في حضير ذلك القصر. قليلاً ثم بعد ذلك نمنا ولم نزل نائمين من ضحوة النهار إلى غروب الشمس وإذ بالأرض قد ارتجت من تحتنا وسمعنا دوياً من الجو وقد نزل علينا من أعلى القصر شخص عظيم الخلقة في صفة إنسان وهو أسود اللون طويل القامة كأنه نحلة عظيمة وله عينان كأنهما شعلتان من نار وله أنياب مثل أنياب الخنازير وله فم عظيم الخلقة مثل البئر وله مشافر مثل مشافر الجمل مرخية على صدره وله أذنان مثل الحرامين مرخيتان على أكتافه وأظافر يديه مثل مخالب السبع فلما نظرناه على هذه الحالة غبنا عن وجودنا وقوي خوفنا واشتد فزعنا وصرنا مثل الموتى من شدة الخوف والجزع والفزع. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:45 pm | |
| وفي الليلة الأربعون بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري ورفقته لما رأوا هذا الشخص الهائل الصورة وحصل لهم غاية الخوف والفزع فلما نزل على الأرض جلس قليلاً على المصطبة ثم إنه قام وجاء عندنا ثم قبض على يدي من بين أصحابي التجار ورفعني بيده عن الأرض وحبسني وقلبني فصرت في يده مثل اللقمة الصغيرة وصار يحبسني مثل ما يحبس الجزار ذبيحة الغنم فوجدني ضعيفاً من كثرة القهر هزيلاً من كثرة التعب والسفر وليس في شيء من اللحم فأطلقني من يده وأخذ واحداً غيري من رفاقي وقلبه كما قلبني وحبسه كما حبسني وأطلقه ولم يزل يحبسنا ويقلبنا واحداً بعد واحد إلى أن وصل إلى ريس المركب الذي كنا فيه وكان رجلاً سميناً غليظاً عريض الأكتاف صاحب قوة وشدة فأعجبه وقبض عليه مثل ما يقبض الجزار على ذبيحته ورماه على الأرض ووضع رجله على رقبته وجاء بسيخ طويل فأدخله في حلقه حتى خرجه من دبره وأوقد ناراً شديدة وركب عليها ذلك السيخ المشكوك فيه الريس ولم يزل يقلبه على الجمر حتى استوى لحمه وأطلعه من النار وحطه أمامه وفسخه كما يفسخ الرجل الفرخة. وصار يقطع لحمه بأظافره ويأكل منه ولم يزل على هذه الحالة حتى أكل لحمه ونهش عظمه. ولم يبق منه شيئاً ورمى باقي العظام في جنب القصر. ثم إنه جلس قليلاً وانطرح ونام على تلك المصطبة وصار يشخر مثل شخير الخروف أو البهيمة المذبوحة ولم يزل نائماً إلى الصباح ثم قام وخرج إلى حال سبيله. فلما تحققنا بعده تحدثنا مع بعضنا وبكينا على أرواحنا وقلنا ليتنا غرقنا في البحر وأكلتنا القرود خير من شوي الإنسان على الجمر والله إن هذا الموت رديء ولكن ما شاء الله كان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي ثم إننا قمنا وخرجنا إلى الجزيرة لننظر لنا مكان نختفي فيه أو نهرب وقد هان علينا أن نموت ولا يشوى لحمنا بالنار فلم نجد مكان نختفي فيه وقد أدركنا المساء فعدنا إلى القصر من شدة خوفنا وجلسنا قليلاً وإذا بالأرض قد ارتجفت من تحتنا وأقبل ذلك الشخص الأسود وجاء عندنا وصار يقلبنا واحداً بعد الآخر مثل المرة الأولى ويحبسنا حتى أعجبه واحد. فقبض عليه وفعل به مثل ما فعل بالريس في أول يوم فشواه وأكله على تلك المصطبة ولم يزل نائماً في تلك الليلة وهو يشخر مثل الذبيحة فلما طلع النهار قام وراح إلى حال سبيله وتركنا على جري عادته فاجتمعنا وتحدثنا وقلنا لبعضنا والله لأن نلقي أنفسنا في البحر ونموت غرقاً
خير من أن نموت حرقاً لأن هذه قتلة شنيعة فقال واحد منا اسمعوا كلامي أننا نحتال عليه ونرتاح من همه ونريح المسلمين من عدوانه وظلمه. فقلت لهم اسمعوا يا إخواني إن كان لابد من قتله فإننا نحول هذا الخشب وننقل شيئاً من هذا الحطب ونعمل لنا فلكاً مثل المركب وبعد ذلك نحتال في قتله وننزل في الفلك ونروح في البحر إلى أي محل يريده الله. وإننا نقعد في هذا المكان حتى يمر علينا مركب فننزل فيه وإن لم نقدر على قتله ننزل ونروح في البحر ولو كنا نغرق نرتاح من شوينا على النار ومن الذبح وإن سلمنا سلمنا وإن غرقنا متنا شهداء. فقالوا جميعاً والله هذا رأي سديد وفعل رشيد واتفقنا على هذا الأمر وشرعنا في فعله فنقلنا الأخشاب إلى خارج القصر وصنعنا فلكاً وربطناه على جانب البحر ونزلنا فيه شيئاً من الزاد وعدنا إلى القصر. فلما كان وقت المساء إذا بالأرض قد ارتجفت بنا ودخل علينا الأسود وهو كأنه ال*** العقور ثم قلبنا وحبسنا واحداً بعد واحد ثم أخذ واحداً وفعل به مثل ما فعل بسابقيه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الواحدة والأربعين بعد الخمسمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري قال إن الأسود أخذ واحداً منا وفعل به مثل ما فعل بسابقيه وأكله ونام على المصطبة وصار شخيره مثل الرعد فنهضنا وقمنا وأخذنا سيخين من حديد من الأسياخ المنصوبة ووضعناهما في النار القوية حتى احمرا وصارا مثل الجمر وقبضنا عليهما قبضاً شديداً وجئنا بهما إلى ذلك الأسود وهو نائم يشخر ووضعناهما في عينيه واتكأنا عليهما جميعاً بقوتنا وعزمنا فأدخلناهما في عينيه وهو نائم فانطمستا وصاح صيحة عظيمة فارتعبت قلوبنا منه. ثم قام من فوق تلك المصطبة بعزمه وصار يفتش علينا ونحن نهرب منه يميناً وشمالاً فلم ينظرنا وقد عمي بصره فخفنا منه مخافة شديدة وأيسنا في تلك الساعة بالهلاك ويأسنا من النجاة فعند ذلك قصد الباب وهو يتحسس وخرج منه وهو يصيح ونحن في غاية الرعب منه وإذا بالأرض ترتج من تحتنا من شدة صوته. فلما خرج من القصر وراح إلى حال سبيله وهو يدور علينا ثم إنه رجع ومعه أنثى أكبر
وأوحش منه خلقة فلما رأيناه والذي معه أفظع حالة منه خفنا غاية الخوف فلما رأونا أسرعنا ونهضنا ففككنا الفلك الذي صنعناه ونزلنا فيه ودفعناه في البحر وكان مع كل واحد منهم صخرة عظيمة وصارا يرجماننا بها إلى أن مات أكثرنا من الرجم وبقي منا ثلاثة أشخاص أنا واثنان وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثانية والأربعين بعد الخمسمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما نزل في الفلك هو وأصحابه وصار يرجمهم السود ورفيقته فمات أكثرهم ولم يبق منهم إلا ثلاثة أشخاص فطلع بهم الفلك إلى جزيرة قال فمشينا إلى آخر النهار فدخل علينا ونحن على هذه الحالة فنمنا قليلاً واستيقظنا من نومنا وإذا بثعبان عظيم الخلقة كبير الجثة واسع الجوف قد أحاط بنا وقصد واحداً فبلعه إلى أكتافه ثم بلع باقيه فسمعنا أضلاعه تتكسر في بطنه وراح في حال سبيله فتعجبنا من ذلك غاية العجب وحزنا على رفيقنا وصرنا في غاية الخوف على أنفسنا وقلنا والله هذا أمر عجيب وكل موتة أشنع من السابقة وكنا فرحنا بسلامتنا من الأسود فما تمت الفرحة ولا حول ولا قوة إلا بالله والله قد نجونا من الأسود ومن الغرق فكيف تكون نجاتنا من هذه الآفة المشؤومة ثم إننا قمنا فمشينا في الجزيرة وأكلنا من ثمرها وشربنا من أنهارها ولم نزل فيها إلى وقت المساء فوجدنا صخرة عظيمة عالية فطلعناها ونمنا فوقها وقد طلعت أنا على فروعها. فلما دخل الليل وأظلم الوقت جاء الثعبان وتلفت يميناً وشمالاً ثم إنه قصد تلك الشجرة التي نحن عليها ومشى حتى وصل إلى رفيقي وبلعه حتى أكتافه والتف به على الشجرة فسمعت عظامه تتكسر في بطنه ثم بلعه بتمامه وأنا أنظر بعيني ثم إن الثعبان نزل من فوق الشجرة وراح إلى حال سبيله ولم أزل على تلك الشجرة في تلك الليلة. فلما طلع النهار وبان النور ونزلت من فوق الشجرة وأنا مثل الميت من كثرة الخوف والفزع وأردت أن ألقي بنفسي في البحر وأستريح من الدنيا فلم تهن علي روحي لأن الروح عزيزة فربطت خشبة عريضة على أقدامي بالعرض وربطت واحدة مثلها على جنبي الشمال ومثلها على جنبي اليمين ومثلها على بطني وربطت واحدة طويلة عريضة من فوق رأسي بالعرض مثل التي تحت أقدامي وصرت أنا في وسط هذا الخشب وهو محتاط بي من كل جانب وقد شددت ذلك شداً وثيقاً وألقيت نفسي بالجميع على الأرض فصرت نائماً بين تلك الأخشاب وهي
محيطة بي كالمقصورة. فلما أمسى الليل أقبل الثعبان على جري عادته ونظر إلي وقصدني فلم يقدر أن يبلغني وأنا على تلك الحالة والأخشاب حولي من كل جانب فدار الثعبان حولي فلم يستطع الوصول إلي وأنا أنظر بعيني وقد صرت كالميت من شدة الخوف والفزع وصار الثعبان يبعد عني ويعود إلي ولم يزل على هذه الحالة وكلما أراد الوصول إلي ليبتلعني تمنعه تلك الأخشاب المشدودة علي من كل جانب ولم يزل كذلك من غروب الشمس إلى أن طلع الفجر وبان النور وأشرقت الشمس فمضى الثعبان إلى حال سبيله وهو في غاية من القهر والغيظ. فعند ذلك مددت يدي وفككت نفسي من تلك الأخشاب وأنا في حكم الأموات من شدة ماقاسيت من ذلك الثعبان ثم إني قمت ومشيت في الجزيرة حتى انتهيت إلى آخرها فلاحت لي مني التفاتة إلى ناحية البحر فرأيت مركباً على بعد في وسط اللجة فأخذت فرعاً كبيراً من شجرة ولوحت به إلى ناحيتهم وأنا أصيح عليهم. فلما رأوني قالوا لابد أننا ننظر ما يكون هذا لعله إنسان إنهم قربوا مني وسمعوا صياحي عليهم فجاءوا إلي وأخذوني معهم في المركب وسألوني عن حالي فأخبرتهم بجميع ما جرى لي من أوله إلى آخره وماقاسيته من الشدائد فتعجبوا من ذلك غاية العجب ثم إنهم ألبسوني من عندهم ثياباً وستروا عورتي. وبعد ذلك قدموا لي شيئاً من الزاد حتى اكتفيت وسقوني ماء بارداً عذباً فانتعش قلبي وارتاحت نفسي وحصل لي راحة عظيمة وأحياني الله تعالى بعد موتي فحمدت الله تعالى على نعمه الوافرة وشكرته وقويت همتي بعدما كنت أيقنت بالهلاك حتى تخيل لي أن جميع ما أنا فيه منام ولم نزل سائرين وقد طاب لنا الريح بإذن الله تعالى إلى أن أشرفنا على جزيرة يقال لها جزيرة السلاهطة فأوقف الريس المركب عليها. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:46 pm | |
| وفي الليلة الثالثة والأربعين بعد الخمسمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن المركب الذي نزل فيه السندباد البحري رسى على جزيرة فنزل منه جميع التجار فالتفت إلي صاحب المركب وقال لي اسمع كلامي أنت رجل غريب فقير وقد أخبرتنا أنك قاسيت أهوالاً كثيرة ومرادي أنفعك بشيء يعينك على الوصول إلى
بلادك وتبقى تدعو لي فقلت له نعم ولك مني الدعاء. فقال اعلم أنه كان معنا رجل مسافر فقدناه ولم نعلم هل بالحياة أم مات ولم نسمع عنه خبراً ومرادي أن أدفع لك حمولة لتبيعها في هذه الجزيرة وتحفظها وأعطيك شيئاً في نظير تعبك وخدمتك وما بقي منها نأخذه إلى أن تعود إلى مدينة بغداد فنسأل عن أهله وندفع إليهم بقيتها وثمن ما بيع منها فهل لك أن تتسلمها وتنزل بها هذه الجزيرة فتبيعها مثل التجار فقلت سمعاً وطاعة لك يا سيدي ولك الفضل والجميل ودعوت له وشكرته على ذلك فعند ذلك أمر الحالين والبحرية بإخراج تلك البضائع إلى الجزيرة وأن يسلموها إلي. فقال كاتب المركب يا ريس ما هذه الحمول التي أخرجها البحرية والحمالون واكتبها باسم من من التجار. فقال اكتب عليها اسم السندباد البحري الذي كان معنا وغرق في الجزيرة ولم يأتنا عنه خبر فنريد أن يبيعها هذا الغريب ونحمل ثمنها ونعطيه شيئاً منه نظير تعبه وبيعه والباقي نحمله معنا حتى نرجع إلى مدينة بغداد فإن وجدناه أعطيناه إياه وإن لم نجده ندفعه إلى أهله في مدينة بغداد فقال الكاتب كلامك مليح ورأيك رجيح. فلما سمعت كلام الريس وهو يذكر أن الحمول باسمي قلت في نفسي والله أنا السندباد البحري وأنا غرقت في الجزيرة مع جملة من غرق ثم إني تجلدت وصبرت إلى أن طلع التجار من المركب واجتمعوا يتحدثون ويتذاكرون في أمور البيع والشراء فتقدمت إلى صاحب المركب وقلت له يا سيدي هل تعرف كيف كان صاحب الحمول التي سلمتها إلي لأبيعها فقال لي لا أعلم له حالاً ولكنه كان رجلاً من مدينة بغداد يقال له السندباد البحري وقد أرسينا على جزيرة من الجزائر فغرق منا فيها خلق كثير وفقد بجملتهم ولم نعلم له خبراً إلى هذا الوقت. فعند ذلك صرخت صرخة عظيمة وقلت له يا ريس السلامة اعلم أني أنا السندباد البحري لم أغرق ولكن لما أرسيت على الجزيرة وطلع التجار والركاب طلعت أنا مع جملة الناس ومعي شيء آكله بجانب الجزيرة ثم إني تلذذت بالجلوس في ذلك المكان فأخذتني سنة من النوم فنمت وغرقت في النوم ثم إني قمت فلم أجد المركب ولم أجد أحداً عندي وهذا المال مالي وهذه البضائع بضائعي وجميع التجار الذين يجلبون حجر الألماس رأوني وأنا في جبل الألماس ويشهدون لي بأني أنا السندباد البحري كما أخبرتهم بقصتي وما جرى لي معكم في المركب وأخبرتكم بأنكم نسيتموني في الجزيرة نائماً وقمت فلم أجد أحداً وجرى لي ما جرى.
فلما سمع التجار والركاب كلامي اجتمعوا علي فمنهم من صدقني ومنهم من كذبني فبينما نحن كذلك وإذا بتاجر من التجار حين سمعني أذكر وادي الألماس نهض وتقدم عندي وقال لهم اسمعوا يا جماعة كلامي إني لما كنت ذكرت لكم أعجب ما رأيت في أسفاري لما ألقينا الذبائح في وادي الألماس وألقيت ذبيحتي معهم على جري عادتي طلع على ذبيحتي رجل متعلق بها ولم تصدقوني بل كذبتموني فقالوا له نعم حكيت لنا على هذا الأمر ولم نصدقك فقال لهم التاجر هذا الذي تعلق في ذبيحتي وقد أعطاني شيء من حجر الألماس الغالي الثمن الذي لا يوجد نظيره وعوضني أكثر ما كان يطلع لي في ذبيحتي وقد استصحبه معي إلى أن وصلنا إلى مدينة البصرة وبعد ذلك توجه إلى بلاده وودعنا ورجعنا إلى بلادنا وهو هذا وأعلمنا أن اسمه السندباد البحري وقد أخبرنا بذهاب المركب وجلوسه في هذه الجزيرة واعلموا أن هذا الرجل ما جاءنا هنا إلا لتصدقوا كلامي مما قلته لكم وهذه البضائع كلها رزقه فإنه أخبر بها في وقت اجتماعه علينا وقد ظهر صدقه في قوله. فلما سمع الريس كلام ذلك التاجر قام على حيله وجاء عندي وحقق في النظر ساعة وقال ما علامة بضائعك فقلت له اعلم أن علامة بضائعي ما هو كذا وكذا وقد أخبرته بأمر السندباد البحري فعانقني وسلم علي وهنأني بالسلامة وقال لي يا سيدي إن قصتك عجيبة وأمرك غريب ولكن الحمد لله الذي جمع بيننا وبينك ورد بضائعك ومالك عليك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:46 pm | |
| وفي الليلة الزابعة والأربعين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما تبين للريس والتجار أنه هو بعينه وقال له الريس الحمد لله الذي رد بضائعك ومالك عليك قال فعند ذلك تصرفت في بضائعي بمعرفتي وربحت بضائعي في تلك السفرة شيئاً كثيراً وفرحت بذلك فرحاً عظيماً وهنأت بالسلامة وعاد مالي إلي ولم نزل نبيع ونشتري في الجزائر إلى أن وصلنا إلى بلاد السندباد وبعنا فيها واشترينا ورأيت في ذلك البحر شيئاً كثيراً من العجائب والغرائب لا تعد ولا تحصى ومن جملة ما رأيت في ذلك البحر سمكة على صفة ال**** وشيئاً على صفة الحمير ورأيت طيراً يخرج من صدف البحر. ويبيض ويفرخ على وجه الماء ولا يطلع من البحر على وجه الأرض أبداً. وبعد ذلك لم نزل مسافرين بإذن الله تعالى وقد طاب لنا الريح والسفر إلى أن وصلنا إلى اببصرة وقد أقمت فيها أياماً قلائل وبعد ذلك جئت إلى مدينة بغداد فتوجهت إلى حارتي ودخلتبيتي وسلمت على أهلي وأصحابي وأصدقائي وقد فرحت بسلامتي وعودتي إلى بلادي وأهلي ومدينتي ودياري وتصدقت ووهبت وكسوت الأرامل والأيتام. وجمعت أصحابي وأحبابي ولم أزل على هذه الحالة في أكل وشرب ولهو وضرب وأنا آكل وأشر طيباً وأعاشر وأخالط وقد نسيت جميع ما جرى لي وما قاسيت من الشدائد والأهوال وكسبت شيئاً في هذه السفرة لا يعد ولا يحصى وهذا أعجب ما رأيت في هذه السفرة وفي غد إن شاء الله تعالى تجيء إلي وأحكي لك حكاية السفرة الرابعة فإنها أعجب من هذه السفرات ثم إن السندباد البحري أمر بأن يدفعوا إليه مائة مثقال من الذهب على جري عادته وأمر بمد السماط فمدوه وتعشى الجماعة وهم يتعجبون من تلك الحكاية وما جرى فيها ثم إنهم بعد العشاء انصرفوا إلى حال سبيلهم وقد أخذ السندباد الحمال ما أمر له من الذهب وانصرف إلى حال سبيله وهو متعجب مما سمعه من السندباد البحري وبات في بيته. ولما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح قام السندباد الحمال وصلى الصبح وتمشى إلى السندباد البحري وقد دخل عليه وتلقاه بالفرح والانشراح وأجلسه عنده إلى أن حضر بقية أصحابه وقدموا الطعام فأكلوا وشربوا وانبسطوا فبدأهم بالكلام وحكى لهم الحكاية الرابعة.
الحكاية الرابعة من حكايات السندباد البحري وهي السفرة الرابعة قال السندباد البحري: اعلموا يا إخواني أني لما عدت إلى مدينة بغداد واجتمعت على أصحابي وأحبابي وصرت في أعظم ما يكون من الهناء والسرور والراحة وقد نسيت ما كنت فيه لكثرة الفوائد وغرقت في اللهو والطرب ومجالسة الأحباب والأصحاب وأنا في ألذ ما يكون من العيش فحدثتني نفسي الخبيثة بالسفر إلى بلاد الناس وقد اشتقت إلى مصاحبة الأجناس والبيع والمكاسب فهممت في ذلك الأمر واشتريت بضاعة نفيسة تناسب البحر وحزمت حمولاً كثيرة زيادة عن العادة وسافرت من مدينة بغداد إلى مدينة البصرة ونزلت حمولتي في المركب واصطحبت بجماعة من أكابر البصرة وقد توجهنا إلى السفر وسافر بنا المركب على بركة الله تعالى في البحر العجاج المتلاطم بالأمواج وطاب لنا السفر ولم نزل على هذه الحالة مدة ليالي وأيام من جزيرة إلى جزيرة ومن بحر إلى بحر. إلى أن خرجت علينا ريح مختلفة يوماً من الأيام فرمى الريس مراسي المركب وأوقفه في وسط البحر خوفاً عليه من الغرق. فبينما نحن على هذه الحالة ندعو ونتضرع إلى الله تعالى إذ خرج علينا ريح عاصف شديد
مزق القلع وقطعه قطعاً وغرق الناس وجميع حمولهم وما معهم من المتاع والأموال وغرقت أنا بجملة من غرق. وعمت في البحر نصف نهار وقد تخليت عن نفسي فيسر الله تعالى لي قطعة لوح خشب من ألواح المركب فركبتها أنا وجماعة من التجار. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:46 pm | |
| وفي الليلة السادسة والأربعين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما رأى الجماعة الذين يجمعون حب الفلفل في الجزيرة وسألوه عن حاله حكى لهم جميع ما جرى له وما قاساه من الشدائد فقالوا والله هذا أمر عجيب ولكن كيف خلاصتك من السودان وكيف مرورك عليهم في هذه الجزيرة وهم خلق كثيرون ويأكلون الناس ولا يسلم منهم أحد ولا يقدر أن يجوز عليهم أحد. فأخبرتهم بما جرى لي معهم وكيف أخذوا أصحابي وأطعموهم الطعام ولم آكل منه فهنوني بالسلامة وصاروا يتعجبون مما جرى لي ثم أجلسوني عندهم حتى فرغوا من شغلهم وأتوني بشيء من الطعام فأكلت منه وكنت جائعاً وارتحت عندهم ساعة من الزمان. وبعد ذلك أخذوني ونزلوا بي في مركب وجاؤوا إلى جزيرتهم ومساكنهم وقد عرضوني على ملكهم فسلمت عليه ورحب بي وأكرمني وسألني عن حالي فأخبرته بما كان من أمري. وما جرى لي وما اتفق لي من يوم خروجي من مدينة بغداد إلى حين وصلت إليه فتعجب ملكهم من قصتي غاية العجب هو ومن كان حاضراً في مجلسه ثم إنه أمرني بالجلوس عنده فجلست وأمر بإحضار الطعام فأحضروه فأكلت منه على قدر كفايتي وغسلت يدي وشكرت فضل الله تعالى وحمدته وأثنيت عليه. ثم إني قمت من عند ملكهم وتفرجت في مدينته فإذا هي مدينة عامرة كثيرة الأهل والمال. كثيرة الطعام والأسواق والبضائع والبائعين والمشترين ففرحت بوصولي إلى تلك المدينة وارتاح خاطري واستأنست بأهلها وصرت عندهم وعند ملكهم معززاً مكرماً زيادة عن أهل مملكته من عظماء مدينته ورأيت جميع أكابرها وأصاغرها يركبون الخيل الجياد الملاح من غير سروج فتعجبت من ذلك. ثم إني قلت للملك لأي شيء يا مولاي لم تركب على سرج فإن فيه راحة للراكب وزيادة قوة فقال لي: كيف يكون السرج هذا شيء عمرنا ما رأيناه ولا ركبنا عليه فقلت له: هل لك أن تأذي أن أصنع لك سرجاً تركب عليه وتنظر حظه فقال لي افعل فقلت له أحضر لي شيئاً من الخشب فأمر لي بإحضار جميع ما طلبته. فعند ذلك طلبت نجاراً شاطراً وجلست عنده وعلمته صنعة السرج وكيف يعمله ثم إني أخذت صوفاً ونقشته وصنعت منه لبداً وأحضرت جلداً وألبسته السرج وصقلته ثم إني ركبت سيوره وشددت شريحته وبعد ذلك أحضرت الحداد ووصفت له كيفية الركاب فدق ركاباً عظيماً وبردته وبيضته بالقصدير ثم إني شددت له أهداباً من الحرير وبعد ذلك قمت وجئت بحصان من خيار خيول الملك وشددت عليه السرج وعلقت فيه الركاب وألجمته بلجام وقدمته إلى الملك فأعجبه ولاق بخاطره وشكرني وركب عليه وقد حصل له فرح شديد بذلك السرج وأعطاني شيئاً كثيراً في نظير عملي له. فلما نظرني وزيره عملت ذلك السرج طلب مني واحداً مثله فعملت له سرجاً مثله وقد صار أكابر الدولة وأصحاب المناصب يطلبون مني السروج فأفعل لهم وعلمت النجار صنعة السرجوالحداد صنعة الركاب وصرنا نعمل السروج والركابات ونبيعها للأكابر والمخاديم وقد جمعت من ذلك مالاً كثيراً وصار لي عندهم مقاماً كبيراً وأحبوني محبة زائدة وبقيت صاحب منزلة عالية عند الملك وجماعته وعند أكابر البلد وأرباب الدولة إلى أن جلست يوماً من الأيام عند الملك وأنا في غاية السرور والعز. فبينما أنا جالس قال لي الملك اعلم يا هذا أنك صرت معزوزاً مكرماً عندنا وواحداً منا ولا نقدر على مفارقتك ولا نستطيع خروجك من مدينتنا ومقصودي منك شيء تطيعني فيه ولا ترد قولي فقلت له: وما الذي تريد أيها الملك فإني لا أرد قولك لأنه صار لك فضل وجميل وإحسان علي والحمد لله أنا صرت من بعض خدامك فقال أريد أن أزوجك عندنا زوجة حسنة مليحة ظريفة صاحبة مال وجمال وتصير مستوطناً عندنا وأسكنك عندي في قصري فلا تخالفني ولا ترد كلامي. فلما سمعت كلام الملك استحييت منه وسكت ولم أرد عليه جواباً من كثرة الحياء فقال لي لما لا ترد علي يا ولدي! فقلت يا سيدي الأمر أمرك يا ملك الزمان فأرسل من وقته وساعته وأحضر القاضي والشهود وزوجني في ذلك الوقت بامرأة شريفة القدر عالية النسب كثيرة المال والنوال عظيمة الأصل بديعة الجمال والحسن صاحبة أماكن وأملاك وعقارات. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:47 pm | |
| وفي الليلة السابعة والأربعين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري بعد أن زوجه الملك وعقد له على امرأة عظيمة قال: ثم إنه أعطاني بيتاً عظيماً مليحاً بمفرده وأعطاني خداماً وحشماً ورتب له جرايات وجوامك وصرت في غاية الراحة والبسط والانشراح ونسيت جميع ما حصل لي من التعب والمشقة والشدة وقلت في نفسي إذا سافرت إلى بلادي آخذها معي وكل شيء مقدر على الإنسان لابد منه ولم يعلم بما يجري له وقد أحببتها وأحبتني محبة عظيمة ووقع الوفاق بيني وبينها وقد أقمنا في ألذ عيش وأرغد مورد ولم نزل على هذه الحالة مدة من الزمن فأفقد الله
زوجة جاري وكان صاحباً لي فدخلت إليه لأعزيه في زوجته فرأيته في أسوأ حال وهو مهموم تعبان السر والخاطر فعند ذلك عزيته وسليته وقلت له لا تحزن على زوجتك الله يعوضك خيراً منها ويكون عمرك طويلاً إن شاء الله تعالى فبكى بكاء شديداً وقال يا صاحبي: كيف أتزوج بغيرها أو كيف يعوضني الله خيراً منها وأنا بقي من عمري يوم واحد فقلت له يا أخي ارجع
لعقلك ولا تبشر على روحك بالموت فإنك طيب بخير وعافية فقال لي يا صاحبي وحياتك في غد تعدمني وما بقيت عمرك تنظرني فقلت له وكيف ذلك فقال لي في هذا النهار يدفنون زوجتي ويدفنوني معها في القبر فإنها عادتنا في بلادنا إذا ماتت المرأة يدفنون معها زوجها بالحياة وإن مات الرجل يدفنون معه زوجته بالحياة حتى لا يتلذذ فقلت له بالله إن هذه العادة رديئة جداً وما يقدر عليها أحد فبينما نحن في ذلك الحديث وإذا بغالب أهل المدينة قد حضروا وصاروا يعزون صاحبي في زوجته وفي نفسه وقد شرعوا في تجهيزها على جري عادتهم فأحضروا تابوتاً وحملوا فيه المرأة وذلك الرجل معهم وخرجوا بهما إلى خارج المدينة وأتوا إلى مكان في جانب الجبل على البحر وتقدموا إلى مكان ورفعوا عنه حجراً كبيراً فبان من تحت ذلك الحجر خرزة من الحجر مثل خرزة البئر فرموا تلك المرأة فيها وإذا هو جب كبير تحت الجبل ثم إنهم جاؤوا بذلك الرجل وربطوه تحت صدره في سلبة وأنزلوه في ذلك الجب وأنزلوا عنده كوز ماء عذب كبير وسبعة أرغفة من الزاد ولما أنزلوه فك نفسه من السلبة فسحبوا السلبة وغطوا فم البئر بذلك الحجر الكبير مثل ما كان وانصرفوا إلى حال سبيلهم وتركوا صاحبي عند زوجته فقلت في نفسي والله إن هذا الموت أصعب منالموت الأول ثم إني جئت عند ملكهم وقلت له يا سيدي كيف تدفنون الحي مع الميت في بلادكم. فقال لي اعلم أن هذه عادتنا في بلادنا إذا مات الرجل ندفن معه زوجته وإذا ماتت المرأة ندفن معها زوجها بالحياة حتى لا نفرق بينهما في الحياة ولا في الممات وهذه العادة عن أجدادنا فقلت يا ملك الزمان وكذا الرجل الغريب مثلي إذا ماتت زوجته عندكم تفعلون به مثل ما فعلتم بهذا فقال لي نعم ندفنه معها ونفعل به كما رأيت. فلما سمعت ذلك الكلام منه انشقت مرارتي من شدة الغم والحزن على نفسي وذهل عقلي وصرت خائفاً أن تموت زوجتي قبلي فيدفنوني معها وأنا بالحياة ثم إني سليت نفسي لعلي أموت أنا قبلها ولم يعلم أحد السابق من اللاحق وصرت أتلاهى في بعض الأمور. فما مضت مدة يسيرة بعد ذلك حتى مرضت زوجتي وقد مكثت أياماً قلائل وماتت. فاجتمع غالب الناس يعزونني ويعزون أهلها فيها وقد جاءني الملك يعزيني فيها على جري عادتهم ثم إنهم جاؤوا لها بغاسلة فغسلوها وألبسوها أفخر ما عندها من الثياب والمصاغ والقلائد والجواهر من المعادن. فلما ألبسوا زوجتي وحطوها في التابوت وحملوها وراحوا بها إلى
ذلك الجبل ورفعوا الحجر عن فم الجب وألقوها فيه وأقبل جميع أصحابي وأهل زوجتي يودعونني في روحي وأنا أصيح بينهم أنا رجل غريب وليس لي صبر على عادتكم وهم لا يسمعون قولي ولا يلتفتون إلى كلامي. ثم إنهم أمسكوني وربطوني بالغضب وربطوا معي سبعة أقراص من الخبز وماء عذب على جري عادتهم وأنزلوني في ذلك البئر فإذا هو مغارة كبيرة تحت ذلك الجبل وقالوا لي فك نفسك من الحبال فلم أرض أن أفك نفسي فرموا علي الحبال ثم غطوا فم المغارة بذلك الحجر الكبير الذي كان عليها وراحوا إلى حال سبيلهم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:47 pm | |
| وفي الليلة الثامنة والأربعين بعد الخمسمائة
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن السندباد البحري لما حطوه في المغارة مع زوجته التي ماتت وردوا باب المغارة وراحوا إلى حال سبيلهم قال وأما أنا فإني رأيت في تلك المغارة أمواتاً كثيرة ورائحتها منتنة كريهة فلمت نفسي على فعلتي وقلت: والله إني أستحق جميع ما يجري لي وما يقع لي ثم إني صرت لا أعرف الليل من النهار وصرت أتقوت باليسير ولا آكل حتى يكاد أن يقطعني الجوع ولا أشرب حتى يشتد بي العطش وأنا خائف أن يفرغ ما عندي من الزاد والماء وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أي شيء بلاني بالزواج في هذه المدينة وكلما أقول خرجت من مصيبة أقع في مصيبة أقوى منها والله إن هذا الموت موت مشؤوم يا ليتني غرقت في البحر أو مت في الجبال كان أحسن لي من هذا الموت الرديء ولم أزل على هذه الحالة ألوم نفسي ونمت على عظام الأموات واستعنت بالله حتى أحرق قلبي الجوع وألهبني العطش فقعدت وحسست على الخبز وأكلت منه شيئاً قليلاً . | |
|
| |
الملاك الحزين مشرفة أقسام التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 292 العمر : 30 مكان الإقامة : في بحر الأحزان دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الخميس أبريل 17, 2008 11:48 pm | |
| وأخيرا انتهت قصة ألف ليلة وليلة أتمنى ان تنال اعجابكم تحياتي : المــــــــــــ الحزين ـــــــــلاك | |
|
| |
اسراء عضو فضي
عدد الرسائل : 267 العمر : 30 مكان الإقامة : في أحلى غزة العمل/الترفيه : كتابة الشعر المزاج : راااااااااااايق كتييييييير دعاء : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: رد: ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... الجمعة مايو 09, 2008 3:01 pm | |
| والله انا مش قادر اقراها من كترتها بس هيه اكيد حلوه بس انا ما بحب اقرا القصص الي طوال يسلمو على التعب الي تعبتيه | |
|
| |
| ألف ليلة وليلة...حدوتة قبل النوم ... | |
|