قالت وزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس إن رسالة وزارة السياحة والآثار تحمل أبعادا كثيرة ونافذة فلسطين على العالم الخارجي في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت دعيبس، خلال عرض إنجازات وزارة السياحة والآثار في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الإعلام برام الله اليوم، اهتمام المستوى السياسي بالسياحة من خلال وضعها على أجندة المفاوض السياسي وتضمينها في الخطة الثلاثية للتنمية والإصلاح.
وبينت دعيبس أن السياحة والآثار هي نفط فلسطين القومي، وأحد المكونات الأساسية لتشكيل الهوية الفلسطينية.
وأشارت دعيبس إلى أن السياحة تقليد مارسه الفلسطينيون منذ ألفي عام، ولم تسجل أي حادثة اعتداء على سائحين، والسياحة من الأدوات الهامة لتطوير صمود المواطن الفلسطيني وتحسين ظروفه الاقتصادية وأداة لإحلال السلام.
وأوضحت دعيبس أن عملية تطوير السياحة في فلسطين تواجه تحديات كبيرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها الأراضي الفلسطينية منذ العام 2000، ووجود الكثير من المواقع الأثرية تحت السيطرة الإسرائيلية، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة لوضع فلسطين على خارطة التراث العالمي والتعريف بفلسطين سياحيا.
وأضافت: الهدف الأول للوزارة كان كسر هذا الحصار أو ما يسمى تحذيرات السفر إلى فلسطين، وتغيير الصورة النمطية السائدة عن فلسطين بأنها مناطق غير آمنة وغير مستقرة، لافتة إلى نجاحات على هذا الصعيد وكسر هذه الحلقة انطلاقا من ألمانيا لتشمل معظم دول العالم تقريبا التي رفعت تحذير السفر عن فلسطين، ومشيرة إلى تضافر هذه الجهود مع جهود الحكومة لتوفير الأمن والأمان في الشارع الفلسطيني.
ونوهت دعيبس إلى نجاح وزارتها في وضع فلسطين على خارطة المعارض السياحية العالمية، وفي تحسين الوضع السياحي من خلال عدد من المؤشرات، منها تضاعف عدد السياح في الأشهر الماضية مقارنة مع العام 2007، وزيادة عدد ليالي المبيت في الأراضي الفلسطينية، مقدرة وصول مليون سائح إلى الأراضي الفلسطينية مع نهاية العام.
وأشادت دعيبس بصمود القطاع السياحي في السنوات الصعبة وهو ما ساهم في تمكين هذا القطاع من استعادة عافيته ونشاطه.
وعرضت دعيبس إلى خطط الوزارة للتطوير المستندة إلى الاحتياجات الأساسية والمتمثلة بحماية المواقع التاريخية والتراثية، والتركيز على الشراكة مع القطاع الخاص ومأسسة هذه العلاقة لرسم سياسة الترويج وتطوير خطة المنتج السياحي، والعمل على فتح أسواق جديدة مبشرة بفتح أسواق في أوروبا الشرقية وآسيا، إضافة إلى إعادة تأهيل مواقع سياحية وفتحها أمام السياحة وربط عملية التطوير هذه بتطوير البنية التحتية الخادمة لها، والذهاب باتجاه تنظيم العمل في القطاع السياحي وتطوير القوانين التي تنظمه ورفعها لمجلس الوزراء للمصادقة عليها.
وبينت دعيبس أن مؤتمر الاستثمار في بيت لحم منح فرصة لوزارة السياحة لتسويق فلسطين سياحيا، وفرصة لبيت لحم لتكون مدخلا لتطوير السياحة في فلسطين، وكان القطاع السياحي القطاع الثاني من حيث حجم المشاريع التي تم استعراضها في المؤتمر.
وأشارت دعيبس إلى قيام الأجهزة الأمنية بضبط الكثير من المسروقات الأثرية وهو مؤشر ايجابي ويجب العمل على تطوير هذا العمل، داعية وزير الداخلية إلى المزيد من الاهتمام بعمل شرطة الآثار، كما دعت المجتمع بمختلف مؤسساته التعاون لحمايتها لأنها مسؤولية وطنية ومجتمعية.
وأكدت دعيبس أن التحديات في غزة كبيرة، والعمل جار للتواصل مع الموظفين في غزة لضمان حماية المواقع التاريخية، مشيرة إلى قيام الوزارة بتسليط الضوء على كنوز غزة في معرض جنيف لإظهار الوجه الآخر الثقافي والتاريخي لها.
وأشار وكيل وزارة السياحة والآثار مروان الطوباسي إلى قرار مجلس الوزراء بإقرار مشروع أريحا عشرة آلاف، وتشكيل لجنة توجيهية له برئاسة وزارة السياحة وعضوية عدد من الوزارات ورئيسي بلديتي أريحا وطوباس، بهدف تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة، وهو مشروع يهدف إلى تنمية السياحة والحفاظ على التراث الثقافي لأريحا.
وأكد الطوباسي أهمية إيلاء وزارة الداخلية الاهتمام بجهاز حماية الآثار، حتى تتمكن من الحفاظ على التراث الفلسطيني من السرقة، لأنه يواجه عملية نهب من عصابات منظمة تتعاون مع الاحتلال.